وَفِي هَذَا الْبَيْت شَيْء يسطرفه النحويون وَهُوَ أَنهم لَا يجمعُونَ مَا كَانَ من فَاعل نعتا على فواعل لِئَلَّا يلتبس بالمؤنث لَا يَقُولُونَ ضَارب وضوارب لأَنهم قَالُوا ضاربة وضوارب وَلم يَأْتِ هَذَا إِلَّا فِي حرفين أَحدهمَا فَارس لِأَن هَذَا مِمَّا لَا يسْتَعْمل فِي النِّسَاء فامنوا الالتباس وَيَقُولُونَ فِي الْمثل هُوَ هَالك فِي الهوالك فأجروه على أَصله لِكَثْرَة
الِاسْتِعْمَال لِأَنَّهُ مثل فَلَمَّا احْتَاجَ الفرزدق لضَرُورَة الشّعْر أجراه على أَصله فَقَالَ نواكسي الْأَبْصَار وَلَا يكون مثل هَذَا أبدا إِلَّا ضَرُورَة ا. هـ.
وَفِيه أَنه كَانَ يَنْبَغِي أَن يُقيد النَّعْت بِمن يعقل وَلكنه أطلق لشهرته وَفِيه أَيْضا أَن المسموع خَمْسَة لَا ثَلَاثَة كَمَا تقدم ثمَّ رَأَيْت فِي شرح أدب الْكَاتِب للجواليقي زِيَادَة على هَذِه الْخَمْسَة وَهِي حارس وحوارس وحاجب وحواجب من الحجابة نقلهما عَن ابْن الْأَعرَابِي ثمَّ قَالَ وَمن ذَلِك مَا جَاءَ فِي الْمثل مَعَ الخواطئ سهم صائب وَقَوْلهمْ أما وحواج بَيت الله ودواجه جمع حَاج وداج والداج الأعوان والمكارون وَحكى الْمفضل رافد وروافد وَأنْشد (الطَّوِيل)
(إِذا قل فِي الْحَيّ الْجَمِيع الروافد)
فالجميع إِحْدَى عشرَة كلمة الْوَجْه الثَّانِي أَن الْمَشْهُور فِي رِوَايَة هَذِه الْكَلِمَة نواكس بِدُونِ جمعهَا جمع سَلامَة وَبِه اسْتشْهد س وَصَاحب الْجمل وَقَالا كَانَ الْقيَاس أَن يجمع ناكس على أنكاس أَو نكس وَكَأَنَّهُ حمله على تَأْنِيث الْجمع وَقد رَوَاهَا جمَاعَة جمعهَا بِجمع السَّلامَة قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح كَامِل الْمبرد وَهَذَا أطرف
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute