للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأغْرب من جمع ناكس على نواكس فَإِنَّهُ غَرِيب جدا لِأَن الْخَلِيل يرى أَن هَذَا الْبناء نِهَايَة الْجمع وَقَالَ فِي شرح أَبْيَات الْجمل وَلما كَانَ الْجمع الَّذِي ثالثه ألف وَبعده حرفان أَو ثَلَاثَة لَا يتهيا تكسيرة لِأَنَّهُ نِهَايَة التكسير وَأُرِيد جمعه لم يكن ذَلِك إِلَّا بِأَن يجمع جمع سَلامَة لِأَنَّهُ لَا يُغير الِاسْم عَن لَفظه قَالَ الجاربردي فِي شرح الشافية بعد مَا قَالَ ابْن الْحَاجِب وَقد بِجمع الْجمع أَي جمع تكسير وَجمع تَصْحِيح بِالْألف وَالتَّاء وَأفَاد بقد أَنه لَا يطرد قِيَاسا لكنه كثير فِي جمع الْقلَّة قَلِيل فِي جمع الْكَثْرَة إِلَّا بِالْألف وَالتَّاء الْوَجْه الثَّالِث أَنه يتَرَاءَى فِي ظَاهر الْأَمر تدافع بَين هَذَا الْوَزْن من جمع التكسير

وَبَين جمع التَّصْحِيح فَإِن الأول مَوْضُوع للكثرة وَالثَّانِي للقلة وَقد سَأَلَ ابْن جني فِي إِعْرَاب الحماسة عَن هَذَا فَقَالَ فَإِن قلت فقد قَالُوا

(فهن يعلكن حدائدداتها)

وَقَالُوا

(قد جرت الطير أيامنينا)

وَقَالُوا صواحبات يُوسُف ومواليات الْعَرَب وَقَالَ الفرزدق

(خضع الرّقاب نواكسي الْأَبْصَار)

فِيمَن رَوَاهُ بِالْيَاءِ فَفِي هَذَا على قَوْلك اجْتِمَاع الضدين وَهُوَ دلَالَة الْمِثَال على الْكَثْرَة مَعَ جُمُعَة بِالْوَاو وَالنُّون وَالْألف وَالتَّاء وكل وَاحِد مِنْهُمَا على مَا قدمت مَوْضُوع للقلة وَأجَاب عَنهُ بقوله قيل لَا يكون مُفِيد الْقلَّة فِي الْقلَّة كَأَن لَا يُوجد الْبَتَّةَ الا ترى أَن نفس نواكس وَصَوَاحِب يُفِيد بِنَفسِهِ مُفْرد الْكَثْرَة أفتراه إِذا جمع جمع الْقلَّة يصيره ذَلِك أَن يكون أقل

<<  <  ج: ص:  >  >>