للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَرَادَ بِالْمَالِ هُنَا الْحَيَوَان وَكَذَلِكَ تستعمله الْعَرَب فِي الْأَكْثَر وَقد يَجْعَل اسْما لكل مَا يملكهُ الْإِنْسَان من نَاطِق وصامت قَالَ تَعَالَى: وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء

أَمْوَالكُم وَقَالَ تَعَالَى: وَالَّذين فِي أَمْوَالهم حقٌّ معلومٌ للسَّائِل والمحروم. فَالْمَال فيهمَا عامٌّ لكل مَا يملك. وكلب الزَّمَان: شدته وأصل الْكَلْب سعار يُصِيب الْكلاب فَضرب بذلك مثلا للزمان الَّذِي يذهب بالأموال ويتعرق الْأَجْسَام كَمَا سموا السّنة الشَّدِيدَة ضبعاً تَشْبِيها لَهَا بالضبع. وَقَالُوا: أكله الدَّهْر وتعرقه الزَّمَان كَمَا قَالَ الْبَسِيط:

(أَبَا خراشة أما أَنْت ذَا نفرٍ ... فَإِن قومِي لم تأكلهم الضبع)

وترجمة يزِيد بن الصَّعق تقدّمت فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتِّينَ. وَأنْشد بعده البيسط:

(لم يمْنَع الشّرْب مِنْهَا غير أَن نطقت ... حمامةٌ فِي غصونٍ ذَات أوقال)

وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ. وَضمير مِنْهَا رَاجع للوجناء وَهِي النَّاقة الشَّدِيدَة. وَالشرب: مفعول يمْنَع وَغير فَاعله لكنه بني على الْفَتْح جَوَازًا لِإِضَافَتِهِ إِلَى مَبْنِيّ. وروى الرّفْع أَيْضا فَلَا شَاهد فِيهِ. وَأَرَادَ بنطقت صوتت مجَازًا. وَفِي بِمَعْنى على.

<<  <  ج: ص:  >  >>