للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّفْظِيّ أَكثر من أَن أضبطه لَك. فَكَذَلِك جَازَ أَن تشبه اللَّام لما دخلت الْهمزَة عَلَيْهَا فكثرتها فِي اللَّفْظ بِمَا جَاءَ من الْحُرُوف على حرفين: نَحْو بل وَقد وَلنْ.

وكما جَازَ الْوُقُوف عَلَيْهَا مَعَ التَّذَكُّر لما ذَكرْنَاهُ من مشابهتها قد وبل كَذَلِك جَازَ أَيْضا قطعهَا فِي المصراع الأول ومجيء مَا تعرف بِهِ فِي المصراع الثَّانِي نَحْو مَا أنشدناه لِعبيد.

وَأما قَوْله سُبْحَانَهُ: آلذكرين حرم وَقَوله: آللَّهُ أذن لَهُم فَإِنَّمَا جَازَ احتمالهم لقطع همزَة الْوَصْل مَخَافَة التباس الِاسْتِفْهَام بالْخبر. وَأَيْضًا فقد يقطعون فِي المصراع الأول بعض الْكَلِمَة وَمَا هُوَ مِنْهَا أصل ويأتون بالبقية فِي أول المصراع الثَّانِي.

فَإِذا جَازَ ذَلِك فِي أنفس الْكَلم وَلم يدل على انْفِصَال بعض الْكَلِمَة من بعض فَغير مُنكر أَيْضا أَن يفصل لَام الْمعرفَة فِي المصراع الأول وَلَا يدل ذَلِك على أَنَّهَا عِنْدهم فِي نِيَّة الِانْفِصَال كَمَا لم يكن)

ذَلِك فِيمَا هُوَ من أصل الْكَلِمَة.

(يَا نفس أكلا واضطجا ... عاً نفس لست بخالدة)

وَهُوَ كثير. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: الْخَفِيف

(حل أَهلِي مَا بَين درنا فبادو ... لي وحلت علوِيَّة بالسخال)

وَإِذا جَازَ قطع همزَة الْوَصْل الَّتِي لَا اخْتِلَاف بَينهم فِيهَا نَحْو مَا أنْشدهُ أَبُو الْحسن: الطَّوِيل

(أَلا لَا أرى اثْنَيْنِ أحسن شِيمَة ... على حدثان الدَّهْر مني وَمن جمل)

<<  <  ج: ص:  >  >>