الطَّوِيل
(تبدل خَلِيلًا بِي كشكلك شكله ... فَإِنِّي خَلِيلًا صَالحا بك مقتوي)
فَإِنَّهُ أنشدناه عَن أَحْمد بن يحيى مقتوي بِضَم الْمِيم وَهَكَذَا صِحَّته.
وَحدثنَا عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: المقتوي من الْخدمَة. وَهُوَ عندنَا كَمَا قَالَ. وَشَرحه أَنه مفعللٌ فالواو الصَّحِيح فِي الْكَلِمَة لَام الْفِعْل وَالْيَاء منقلبة عَن اللَّام الزَّائِدَة وَأَصله وَاو.
وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنه مثل احمررت فَأَما الْوَاو فَصحت كَمَا صحت فِي ارعويت وَنَحْوه إِذْ لَا يجوز أَن يتوالى فِي الْكَلِمَة إعلال لامين وَلَا إعلال عين وَلَام
لم يُوجد ذَلِك فِي شَيْء إِلَّا فِيمَا حكم لَهُ بالقلة.
وَفِي هَذِه القصيدة حُرُوف أخر مثلهَا وَهُوَ قَوْله: محجوي ومدحوي وَهُوَ من حجا ودحا.
ويدلك أَيْضا على مَا ذكرنَا من أَن مقتوي فِي الْبَيْت مفعللٌ وَأَن الْمِيم لَيْسَ بمفتوح إِنَّمَا هُوَ مِيم مفعلل تعديه إِلَى قَوْله خَلِيلًا. والمفتوحة الْمِيم لَا تتعدى إِلَى شَيْء لِأَنَّهُ لَيْسَ باسم فَاعل.)
فَإِن قلت: أَرَأَيْت مفعللٌ نَحْو مرعوٍ مُتَعَدِّيا فِي مَوضِع فَيجوز تعدِي هَذَا الَّذِي فِي الْبَيْت أَو لَيْسَ هَذَا الْبَاب يَجِيء كُله غير مُتَعَدٍّ فَالْقَوْل فِيهِ أَن هَذَا الْبَاب من اسْم الْفَاعِل كَمَا قلت غير متعدٍّ كَمَا أَن فعله كَذَلِك إِلَّا أَن الشَّاعِر للضَّرُورَة يجوز أَن يكون حمل ذَلِك على الْمَعْنى فعداه.
وَالْمعْنَى: فَإِنِّي خَلِيلًا بك خادمٌ. فَحَمله على هَذَا الْمَعْنى وعداه. وَإِن شِئْت أضمرت شَيْئا دلّ عَلَيْهِ مقتوي فتنصبه بِهِ. انْتهى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute