للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعاطيا وتراميا.

وَإِن قلت: تعاطى تفَاعل وَالْألف لَام الْفِعْل لَيست بضميره وَفِي الْفِعْل ضمير واحدٍ لِأَن هما وَإِن كَانَ فِي اللَّفْظ مثنى فَهُوَ فِي الْمَعْنى كِنَايَة عَن كَثْرَة وَلَيْسَ المُرَاد بالتثنية هُنَا اثْنَيْنِ فَيحمل الْكَلَام عَلَيْهَا وَلكنه فِي الْمَعْنى يرجع إِلَى كل

فَحملت الضَّمِير على كل فَهُوَ قَول. وَيُقَوِّي هَذَا: وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا.

أَلا ترى أَن الطَّائِفَتَيْنِ لما كَانَتَا فِي الْمَعْنى جمعا لم يرجع الضَّمِير إِلَيْهِمَا مثنى لكنه جمع على الْمَعْنى.

وَكَذَلِكَ تعاطى أفرد على الْمَعْنى إِذْ كَانَ لكل ثمَّ حمل بعد الْكَلَام على الْمَعْنى فَقَالَ: هما أَخَوان. فَالْقَوْل فِي هما أَنه مُبْتَدأ فِي مَوضِع خبر الِابْتِدَاء الأول وَهُوَ كل وثناه وَإِن كَانَ فِي الْمَعْنى جمعا للدلالة الْمُتَقَدّمَة أَن المُرَاد بِهَذِهِ التَّثْنِيَة الْجمع.

أَلا ترى أَن قَوْله: كل رفيقي كل رَحل جمع وَنَظِيره قَوْله: بَينهمَا بعد: وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا.

فَإِن قَالَ قَائِل: إِن هما يرجع إِلَى رَفِيقَيْنِ على قِيَاس قَوْلهم فِي قَوْله تَعَالَى: وَالَّذين يتوفون مِنْكُم ويذرون أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ فَهُوَ عندنَا مخطئٌ لِأَن الِاسْم الأول يبْقى مُتَعَلقا بِغَيْر شَيْء.)

وَهَذَا القَوْل ينْتَقض فِي قَول من يَقُول بِهِ لِأَنَّهُ عِنْدهم يرْتَفع بِالثَّانِي أَو بالراجع إِلَيْهِ فَإِذا لم يكن لَهُ وَالْجُمْلَة الَّتِي هِيَ هما أَخَوان رفعٌ خبر لكل. وَلَا أستحسن أَن يكون هما فصلا

<<  <  ج: ص:  >  >>