وَقَوله تَعَالَى: أَن السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رتقاً ففتقناهما وَنَحْو هَذَا. وَلم أجد الِاثْنَيْنِ المظهرين يعْنى بهما الْجمع وَالْكَثْرَة مكثرة عَلامَة الضَّمِير. فَإِن كَانَ كَذَلِك جعلت هما مُبْتَدأ وَجعلت أَخَوان خَبره وَحَمَلته على لفظ هما دون مَعْنَاهُ.
وَلَو جعلت هما فصلا وَكَانَ الاسمان معرفتين وَمَا قرب مِنْهُمَا وَجعلت أَخَوان خبر كل لم يمْتَنع لِأَن الِاثْنَيْنِ المظهرين قد عني بهما الْكَثْرَة أَيْضا.
أَلا ترى أَن فِي نفس هَذَا الْبَيْت: وكل رفيقي كل رَحل وَلَيْسَ الرفيقان بِاثْنَيْنِ فَقَط وَإِنَّمَا يُرَاد بهما الْكَثْرَة. فَكَذَلِك يُرَاد بأخوان الْكَثْرَة.
إِلَّا أَن قَوْله: وكل رفيقي فِي الْحمل على الْجمع أحسن من حمل أَخَوان على الْجمع لِأَن الْمَعْنى فِي قَوْله: وكل رفيقي كل رَحل كل الرفقاء إِذا كَانُوا رَفِيقَيْنِ رَفِيقَيْنِ فهما أَخَوان وَإِن تعاطى كل وَاحِد مغالبة الآخر لاجتماعهما فِي السفرة والصحبة.
فَالْقَوْل الأول فِي هَذَا هُوَ الْوَجْه وَمثل هَذَا قَوْلهم: هَذَانِ خير اثْنَيْنِ فِي النَّاس وَهَذَانِ أفضل اثْنَيْنِ فِي الْعلمَاء.