للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْإِضَافَة مستحيلة لِأَن رَفِيقَيْنِ اثْنَيْنِ لَا يكونَانِ لكل رَحل. فَفِي هَذَا الْبَيْت دليلٌ على أَن رَفِيقَيْنِ يُرَاد بهما الْكَثْرَة. وَفِيه أَنه حملهما على معنى كل وَفِيه الْوَجْهَانِ اللَّذَان حملناهما فِي تعاطى.

فَأَما قَوْله: قوما فَيحْتَمل ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: أَن يكون بَدَلا من القنا لِأَن قومهما من سببهما وَمَا يتَعَلَّق بهما. وَيحْتَمل أَن يكون مَفْعُولا لَهُ وَكَأَنَّهُ قَالَ: وَإِن هما تعاطيا القنا للمقاومة أَي: لمقاومة كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه)

ومغالبته. وَيحْتَمل أَن يكون مصدرا من بَاب صنع

الله ووعد الله لِأَن تعاطى القنا يدل على مقاومة. فَتحمل قوما على هَذَا كَمَا حملت وعد الله على مَا تقدم فِي الْكَلَام مِمَّا فِيهِ وعدٌ.

هَذَا آخر كَلَامه.

وَقَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: هَذَا الْبَيْت من المشكلات لفظا وإعراباً وَمعنى. فلنشرحه.

وتعاطى أَصله تعاطيا فحذفت لامه للضَّرُورَة. وَعَكسه إِثْبَات اللَّام للضَّرُورَة فِيمَن قَالَ: لَهَا متنتان خظاتا إِذا قيل: إِن خظاتا فعل وفاعل أَو ألف تعاطى لَام الْفِعْل ووحد الضَّمِير لِأَن الرفيقين ليسَا بِاثْنَيْنِ مُعينين بل هما كثير كَقَوْلِه تَعَالَى:

<<  <  ج: ص:  >  >>