فِيهَا مصحف وأوضح الْأَدِلَّة على تهودهم أَن أَكْثَرهم يَدعِي حفظ التوارة وَلَا يحفظ من الْقُرْآن مَا يصلى بِهِ.
فَبلغ ذَلِك أَبَانَا فَقَالَ: الْخَفِيف
(لَا تنمن عَن صديقٍ حَدِيثا ... واستعذ من تشرر النمام)
(واخفض الصَّوْت إِن نطقت بليلٍ ... والتفت بِالنَّهَارِ قبل الْكَلَام)
وَكَانَ المعذل بن غيلَان صديقا لأَبَان وَكَانَا مَعَ صداقتهما يتعابثان بالهجاء ويهجوه المعذل بالْكفْر وينسبه إِلَى الثنوية ويهجوه أبانٌ بالفساء الَّذِي يهجى بِهِ عبد الْقَيْس وَالْقصر وَكَانَ المعذل قَصِيرا وَمن هجوه: الطَّوِيل
(رَأَيْت أَبَانَا يَوْم فطرٍ مُصَليا ... فقسم فكري واستفرني الطَّرب)
(وَكَيف يُصَلِّي مظلم الْقلب دينه ... على دين ماني إِن هَذَا من الْعجب)
وهجاه أَبُو نواس بقوله: المجتث
(جَالِسا يَوْمًا أَبَانَا ... لَا در در أبان)
(حَتَّى إِذا مَا صَلَاة ال ... أولى دنت لِأَوَانِ)
(فَكلما قَالَ قُلْنَا ... إِلَى انْقِضَاء الْأَذَان)
(فَقَالَ كَيفَ شهدتم ... بذا بِغَيْر عيان)
...
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute