سلم لكعب وأذعن لَهُ صاغراً فَكيف يَقُول: من لم يتولج سَمعه عشرَة أسطر من هَذِه الْكتب الَّتِي ذكرتها: لم أسمع أمل وَلم أسلم أَن يُقَال: مأمول.
وَأما قَوْله: إِنَّه لَا يجوز يأمل وَلَا مأمول إِلَّا أَن يسمعني الثِّقَة أمل فَقَوْل من لم يعلم بِأَنَّهُم قَالُوا:)
فَقير وَلم يَقُولُوا فِي ماضيه فقر وَلم يَأْتِ فعله إِلَّا بِالزِّيَادَةِ أفتراه يُنكر أَن يُقَال: فَقير لِأَن الثِّقَة لم يسمعهُ فقر وَلَعَلَّه يجْحَد أَن يَكُونُوا نطقوا بفقير وَقد ورد بِهِ الْقُرْآن فِي قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ:
إِنِّي لما أنزلت إِلَيّ من خير فَقير. وَهل إِنْكَار فَقير إِلَّا كإنكار مأمول بل إِنْكَار فَقير عِنْده أوجب لأَنهم لم يَقُولُوا فِي ماضيه إِلَّا افْتقر ومأمول قد نطقوا بماضيه بِغَيْر زِيَادَة. انْتهى كَلَام ابْن الشجري.
وَقد نقل ابْن هِشَام فِي شرح هَذِه القصيدة السُّؤَال والجوابين بِاخْتِصَار ثمَّ قَالَ: وَمن الْغَرِيب أَن هذَيْن الْإِمَامَيْنِ لم يستدلاً على مَجِيء آمل بالبيتين فِي هَذِه القصيدة أَحدهمَا الْبَيْت الشَّاهِد وَثَانِيهمَا قَوْله: وَقَالَ كل خَلِيل كنت آمله بل تكلّف ابْن الجواليقي وَأنْشد قَول شَاعِر آخر.
وَقَول ابْن الشجري إِنَّه لم يسمع فقر اعْتمد فِيهِ على كَلَام سِيبَوَيْهٍ والأكثرين. وَذكر ابْن مَالك أَن جمَاعَة من أَئِمَّة اللُّغَة نقلوا مَجِيء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute