للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعَيْنِيّ أَنه بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول والفتى نَائِب الْفَاعِل. وَكَأَنَّهُ لم يتَصَوَّر الْمَعْنى. وَمَعْنَاهُ أَن الَّذِي يَجْزِي بِمَا يُعَامل بِهِ من حسن أَو قَبِيح هُوَ الْإِنْسَان لَا الْبَهِيمَة.

قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي المستقصى وَقيل: الْفَتى السَّيِّد اللبيب. وَالْعرب تَقول للجاهل: يَا جمل. أَي: إِنَّمَا يَجْزِي اللبيب من النَّاس لَا الْجَاهِل. يضْرب فِي الْحَث على مجازاة الْخَيْر وَالشَّر. انْتهى.

وعَلى هَذَا فَيكون للجمل هُنَا موقع لَا أَنه جَاءَ للقافية فَقَط كَمَا زعم الطوسي. والجمل كنيته عِنْد الْعَرَب أَبُو أَيُّوب. قَالَ ابْن الْأَثِير فِي المرصع كني الْجمل بِهِ

لِصَبْرِهِ على الْمسير والأحمال تَشْبِيها بصبر أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام.

وَإِلَى هَذَا لمح عَليّ بن الْعَبَّاس الشهير بِابْن الرُّومِي فِي شعر لبيد وَقد ضمنه فِي شعره هاجياً وَزِير المعتضد أَبَا أَيُّوب سُلَيْمَان بن عبد الله فَقَالَ: الرمل

(يَا أَبَا أَيُّوب هذي كنية ... من كنى الْأَنْعَام قدماً لم تزل)

(وَلَقَد وفْق من كناكها ... وَأصَاب الْحق فِيهَا وَعدل)

(أَنْت شبه للَّذي تكنى بِهِ ... ولبعض الْخلق من بعض مثل)

(لست ألحاك على مَا سمتني ... من قَبِيح الرَّد أَو منع النَّفْل)

(قد قضى قَول لبيد بَيْننَا ... إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى لَيْسَ الْجمل)

...

<<  <  ج: ص:  >  >>