وَقَوله: لما رَآنِي قد نزلت ... إِلَخ النواجذ: آخر الأضراس. وَمعنى أبدى نَوَاجِذه أَي: كلح غيظاً عَليّ. وَيُقَال: بل كلح كَرَاهَة لِلطَّعْنِ. وَقيل: الْمَعْنى لما رَآنِي قَاصِدا لَهُ كلح وكشر أَسْنَانه فَصَارَ كَأَنَّهُ متبسم.
وَقيل: الْمَعْنى لما قتلته تقلصت شفتاه عَن أَسْنَانه فصرت إِذا نظرت إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يتبسم. يَقُول: لما)
نزلت عَن فرسي أُرِيد قَتله كشر عَن أَسْنَانه غير متبسم. أَي: لفرط كلوحه من كَرَاهِيَة الْمَوْت تقلصت شفتاه عَن أَسْنَانه.
وَقَوله: عهدي بِهِ أَي: مشاهدتي لَهُ وَقد تخضب بدمه فَكَأَنَّهُ قد خضب
بالعظم كزبرج وَهُوَ شجر يتَّخذ مِنْهُ الوسمة. يُقَال: إِنَّه الكتم. وَإِنَّمَا شبه الدَّم بِهِ لم انْعَقَد وَضرب إِلَى السوَاد.
وَيُقَال: عهدته أعهده عهدا إِذا لَقيته. قَالَ الْخَطِيب: عهدي بِهِ مُبْتَدأ وَالْخَبَر فِي الِاسْتِقْرَار.
وَقَوله: مد النَّهَار بدل من الِاسْتِقْرَار كَمَا تَقول: الْقِتَال الْيَوْم وكما تَقول: عهدي قَرِيبا أَي: وقتا قَرِيبا. إِلَّا أَنه يجوز فِي هَذَا أَن تَقول قريب على أَن تجْعَل الْقَرِيب الْعَهْد. وَمد النَّهَار: ارتفاعه.
وروى: شدّ النَّهَار بِمَعْنَاهُ. وَيُرِيد بالبنان الْأَصَابِع. وروى بدله: اللبان بِفَتْح اللَّام وَهُوَ الصَّدْر. يَقُول: رَأَيْته طول النَّهَار وامتداده بعد قَتْلِي إِيَّاه وجفوف الدَّم عَلَيْهِ كَأَن بنانه أَو سدره وَرَأسه مخضوب بِهَذَا النبت.
وترجمة عنترة تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّانِي عشر من أَوَائِل الْكتاب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute