وَهُوَ قِطْعَة من بَيت وَهُوَ:
(غلب تشذر بِالدُّخُولِ كَأَنَّهَا ... جن الْبَدِيِّ رواسياً أَقْدَامهَا)
على أَن الْبَاء فِيهِ للسبية.
قَالَ الزوزني فِي شرح معلقَة لبيد: يَقُول: هم رجال غِلَاظ الْأَعْنَاق كالأسود أَي: خلقُوا خلقه الْأسود ويهدد بَعضهم بَعْضًا بِسَبَب الأحقاد الَّتِي بَينهم.
ثمَّ شبههم بجن هَذَا الْموضع فِي ثباتهم فِي الْخِصَام والجدال. يمدح خصومه وَكلما كَانَ الْخصم أقوى وَأَشد كَانَ غالبه أقوى وَأَشد.
وَالْبَيْت من معلقَة لبيد الصَّحَابِيّ وَقَبله:
(وكثيرة غرباؤها مَجْهُولَة ... ترجى نوافلها ويخشى ذامها)
وَبعده:
(أنْكرت باطلها وبؤت بِحَقِّهَا ... عِنْدِي وَلم يفخر عَليّ كرامها)
قَوْله: وكثيرة الْوَاو وَاو رب وجوابها: أنْكرت باطلها قَالَ ابْن
السَّيِّد فِي شرح أدب الْكَاتِب: يُرِيد قبَّة ملك فِيهَا قوم غرباء من كل قَبيلَة فاخروه بَين يَدي الْملك فَغَلَبَهُمْ وَظهر عَلَيْهِم.
وَقَوله: مَجْهُولَة أَرَادَ مَجْهُول من فِيهَا وَلم يرد أَن الْقبَّة نَفسهَا مَجْهُولَة. والنافلة: الْفضل. والذم: الْعَيْب والعار.
يُرِيد أَن من حضرها يَرْجُو أَن يكون لَهُ الظُّهُور والشرف ويرهب أَن يغلب وَيظْهر عَلَيْهِ فَيكون ذَلِك عاراً يبْقى فِي عقبه فَهُوَ لذَلِك يذب عَن نَفسه وَلَا يدع غَايَة من الْمُفَاخَرَة إِلَّا قَصدهَا.
وشبههم بِجَمَال غلب تشذر بأذنابها إِذا تصاولت وهاجت. يُقَال: تشذر الْبَعِير بِذَنبِهِ إِذا اسْتنْفرَ بِهِ وتشذر الرجل بِثَوْبِهِ عِنْد الْقِتَال إِذا تحزم وتهيأ للحرب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute