للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْيَوْم نعي سيد شباب الْعَرَب فَقَالَ زُرَارَة: يَا سَيِّدي هُوَ ابْني أَو ابْنك قَالَ: بل ابْنك. قَالَ: للْمَوْت مَا تَلد الوالدة.

أَخذه سَابق الْبَرْبَرِي فَقَالَ: وللموت تغذو الوالدات سخالها الْبَيْت وتغذو بمعجمتين من الْغذَاء بِالْكَسْرِ وَالْمدّ: مَا بِهِ نَمَاء الْجِسْم وقوامه. وغذوت الصَّبِي بِالطَّعَامِ وَاللَّبن فاغتذى بِهِ. وَأما الْغَدَاء بِالْفَتْح وإهمال الدَّال فطعام الغدوة وَهُوَ خلاف الْعشَاء.

والسخال بِالْكَسْرِ: جمع سخلة وَهِي ولد الشَّاة من الضَّأْن والمعز ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى. وَفِيه وَكَذَا نسبه إِلَى سَابق الْبَرْبَرِي صَاحب كتاب التفسح فِي اللُّغَة وَقَالَ بعد أَن أوردهَا: إِنَّمَا ابْتَنَوْا دُورهمْ للعمران وغذوا أَوْلَادهم للبقاء لَا للفناء فَلَمَّا علمُوا أَن الْمصير إِلَى الْمَوْت والخراب تركُوا الشَّيْء الَّذِي غذوا لَهُ أَوْلَادهم وابتنوا دُورهمْ

وأخبروا بمصيرهم لذَلِك اعْتِبَارا كَمَا قَالَ تَعَالَى: فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا وَإِنَّمَا التقطوه ليَكُون لَهُم قُرَّة عين وَلَكِن الله عَزَّ وَجَلَّ وصف أمره بتصيره إِلَى ذَلِك. فَهَذَا على الْإِخْبَار بالصيرورة. انْتهى.

وسابق الْبَرْبَرِي هُوَ أَبُو سعيد سَابق بن عبد الله. لَهُ أشعار حَسَنَة فِي الزّهْد. وَهُوَ من موَالِي بني أُميَّة سكن الرقة ووفد على عمر بن

<<  <  ج: ص:  >  >>