للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سكر فيشربه فَإذْ صلى الْغَدَاة جلس فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى يحركه اللَّبن فيدعو بالغداء فيأكل دجاجتين وفرخي حمام وَنصف جدي وألواناً من لحم ثمَّ يخرج فَينْظر فِي أُمُور النَّاس إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يدْخل فيدعو جمَاعَة من خواصه وأعيان النَّاس وَيَدْعُو بالغداء فيتغدى ويعظم اللقم ويتابع فَإِذا فرغ من الْغَدَاء دخل إِلَى نِسَائِهِ حَتَّى يخرج إِلَى صَلَاة الظّهْر ثمَّ ينظر فِي أُمُور النَّاس.)

فَإِذا صلى الْعَصْر وضع لَهُ سَرِير وَوضعت الكراسي للنَّاس فَإِذا أخذُوا مجَالِسهمْ

أتوهم بعساس اللَّبن وَالْعَسَل وألوان الْأَشْرِبَة ثمَّ تُوضَع السفرة وَالطَّعَام للعامة وَيُوضَع لَهُ ولإخوانه خوان مُرْتَفع فيأكل مَعَه الْوُجُوه ثمَّ يتفرقون للصَّلَاة ثمَّ يَأْتِيهِ سماره فيحضرون مَجْلِسه فيسامرونه حَتَّى يذهب عَامَّة اللَّيْل.

وَكن يسْأَل كل لَيْلَة عشر حوائج فَإِذا أَصْبحُوا قضيت. وَكَانَ رزقه سِتّمائَة ألف دِرْهَم فَكَانَ يقسم كل شهر فِي أَصْحَابه من قومه وَمن الْفُقَهَاء وَالْوُجُوه وَأهل البيوتات أَكثر من نصفهَا.

رُوِيَ أَن شريك بن عبد الله النمري سايره يَوْمًا فبرزت بغلة شريك فَقَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة: غض من لجامها. فَقَالَ شريك: إِنَّهَا مَكْتُوبَة أصلح الله الْأَمِير فَقَالَ ابْن هُبَيْرَة: مَا ذهبت حَيْثُ أردْت.

وَقَول ابْن هُبَيْرَة: غض من لجامها يُشِير إِلَى قَول جرير: الوافر

(فغض الطّرف إِنَّك من نمير ... فَلَا كَعْبًا بلغت وَلَا كلابا)

فَعرض لَهُ شريك بقول ابْن دارة: الْبَسِيط

(لَا تأمنن فزارياً خلوت بِهِ ... على قلوصك واكتبها بأسيار)

وَكَانَ بَنو فَزَارَة فِي الْعَرَب يرْمونَ بإتيان الْإِبِل.

وأخبار ابْن هُبَيْرَة ومحاسنه كَثِيرَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>