للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وأعدم أَحْيَانًا وأغنى وَإِنَّمَا ... ينَال الْغنى ذُو البعدة المتبذل)

(فَلَا جزع من خلة متكشف ... وَلَا مرح تَحت الْغنى أتخيل)

(وَلَا تزدهي الأجهال حلمي وَلَا أرى ... سؤولاً بأعقاب الْأَقَاوِيل أنمل)

وَلَيْلَة نحس يصطلي الْقوس رَبهَا فَإِن قلت: لم عطفت على الْأَبْعَد وَلم تعطفه على الْأَقْرَب قلت: الأَصْل فِي المعطوفات أَن تعطف على الأول مَا لم يكن مَانع كَأَن يكون العاطف حرفا مُرَتبا كالفاء وَثمّ وَحِينَئِذٍ يكون الْعَطف على الْأَقْرَب.

فَإِن قلت: إِن جملَة أَدِيم استئنافية لَا مَحل لَهَا من الْإِعْرَاب فَأَي تشريك للعاطف بالْعَطْف)

عَلَيْهَا إِذْ التَّابِع كل ثَان أعرب بإعراب سَابِقَة من جِهَة وَاحِدَة قلت: هَذَا فِيمَا إِذا كَانَ للمعطوف عَلَيْهِ إِعْرَاب وَأما إِذا لم يكن لَهُ إِعْرَاب فَهُوَ مَا قَالَه السَّيِّد فِي شرح الْمِفْتَاح: فَائِدَة الْعَطف بِالْوَاو فِيمَا لَا مَحل لَهُ من الْإِعْرَاب هِيَ التَّشْرِيك وَالْجمع بَين مضموني الجملتين فِي التحقق بِحَسب نفس الْأَمر.

فَإِن قلت: اجْتِمَاعهمَا واشتراكهما فِي ذَلِك التحقق مَعْلُوم بِدُونِ الْوَاو لدلَالَة الجملتين على تحقق مضمونهما فِي الْوَاقِع فيجتمعان فِيهِ قطعا. قلت: مَا ذكرته إِنَّمَا هُوَ بِدلَالَة عقلية رُبمَا لم تكن مَقْصُودَة فبالعطف يتَعَيَّن الْقَصْد إِلَى بَيَان الِاجْتِمَاع وتتقوى الدّلَالَة الْعَقْلِيَّة بالوضعية ويندفع أَيْضا توهم الإضراب عَن الْجُمْلَة الأولى إِلَى الثَّانِيَة. انْتهى.

وَقَالَ فِي الْهَامِش أَيْضا مَا نَصه: يَعْنِي انك إِذا قلت: زيد قَائِم وَعَمْرو قَاعد فقد دلّ الجملتان على تحقق مدلوليهما فِي الْوَاقِع فيفهم اجْتِمَاعهمَا فِيهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>