للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هُوَ صدر وعجزه: ولاتنكئي قرح الْفُؤَاد فييجعا على أَن أَن فِيهِ زَائِدَة وَالْجَوَاب إِنَّمَا هُوَ النَّهْي. وَهَذَا جَوَاب سُؤال مُقَدّر وَتَقْدِيره: أَنَّك ذكرت أَن جَوَاب قسم السُّؤَال أَن يكون أمرا أَو نهيا أَو استفهاماً أَو مصدرا بإلا أَو لما وَهَذَا لَيْسَ أحد تِلْكَ الْخَمْسَة.

فَأجَاب بِأَن أَن زَائِدَة وَالْجَوَاب هُوَ النَّهْي. وَهَذَا وَإِن أمكن هُنَا فَلَا يَتَأَتَّى فِي نَحْو: نشدتك بِاللَّه أَن تقوم.

وَقد اعْتَبرهُ غَيره قَالَ أَبُو حَيَّان فِي شرح التسهيل: إِن الْجَواب يكون بِأحد سِتَّة أَشْيَاء وَهِي الِاسْتِفْهَام وَالْأَمر وَالنَّهْي وَإِلَّا وَلما وَأَن. وَمثل لَهُ بِمَا ذكرنَا. وَلم يذكرَا تصدر الْجَواب بإن الشّرطِيَّة نَحْو: بِاللَّه رَبك إِن دخلت فَقل لَهُ الْبَيْت

وَالظَّاهِر أَن إِن إِذا حلت هَذَا الْمحل يجب أَن يكون جوابها فعلا طلبياً كَمَا فِي الْبَيْت لِأَن الطّلب هُوَ الْمَقْصُود من هَذَا الْكَلَام وَجُمْلَة الشَّرْط لَيْسَ فِيهَا طلب فَتعين أَن يشْتَمل جملَة الْجَزَاء عَلَيْهِ.

وَلَيْسَ المُرَاد بِالطَّلَبِ هُنَا أَن يكون بصيغته بل المُرَاد بِهِ أَن يكون الْجَواب مَطْلُوبا للمتكلم سَوَاء كَانَ الطّلب بالصيغة أم بغَيْرهَا مِمَّا يفِيدهُ سِيَاق الْكَلَام وَلذَلِك جعلُوا من صور الْمَسْأَلَة نشدتك إِلَّا فعلت أَو لما فعلت وَقَالُوا: الْمَعْنى فِيهِ: مَا أَسأَلك إِلَّا أَن تفعل أَو مَا أطلب مِنْك إِلَّا أَن تفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>