للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلمى بن مَالك بن جَعْفَر بعامر فارتدفه على فرسه وَأما الحكم بن الطُّفَيْل أَخُو عَامر فَإِنَّهُ انهزم فِي نفر من بني عَامر وَفِيهِمْ رجلَانِ من غَنِي فنظروا إِلَى بني جَعْفَر منهزمين فحسبوهم بني ذبيان فَقَالَ الحكم: وَالله لَا تأسرني بَنو ذبيان الْيَوْم فيتلعبون بِي فَمَضَوْا حَتَّى انْتَهوا إِلَى مَوضِع يُقَال: لَهُ المروراة وَقد يكَاد الْعَطش يُهْلِكهُمْ فاختنق الحكم تَحت شَجَرَة مَخَافَة الْمثلَة فَمَاتَ وَأخذت بَنو عمار فرسا لَهُم يُقَال لَهُ: عزلاء فَجعلُوا يَمرونَ ذكره حَتَّى بَال فَشَرِبُوا بَوْله من آخر النَّهَار وقتلهم الْعَطش وَبَقِي الغنويان فَسَأَلَهُمَا عَامر عَن الحكم فَأَخْبَرَاهُ أَنه خنق نَفسه.

فزعموا أَن عَامِرًا كَانَ يرفع يَدَيْهِ وَيَقُول: اللَّهُمَّ أدْرك لي بِيَوْم الرقم ثمَّ اقتلني إِذا شِئْت. فَسَمت غطفان ذَلِك الْيَوْم يَوْم المروراة ويم التخانق. وَزَعَمت غطفان أَنهم أَصَابُوا يَوْمئِذٍ من بني عَامر أَرْبَعَة وَثَمَانِينَ رجلا فدفعوهم إِلَى أهل بَيت من أَشْجَع كَانَت بَنو عَامر قد أَصَابُوا فيهم فَجعل رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ: عقبَة بن حليس يَقُول: من أَتَانِي بأسير فَلهُ فداؤه. فَجعلت غطفان يأتونه بالأسرى فَجعل يذبحهم حَتَّى أَتَى على آخِرهم فَسُمي مذبحاً وَبَنوهُ إِلَى الْيَوْم يُقَال لَهُم: بَنو مذبح. قَالَ عُرْوَة بن الْورْد الْعَبْسِي فِي بني جَعْفَر:

(عجبت لقوم يخنقون نُفُوسهم ... ومقتلهم تَحت الوغى كَانَ أعذرا)

(يشد الْحَلِيم مِنْهُم عقد حبله ... أَلا إِنَّمَا يَأْتِي الَّذِي كَانَ حذرا)

انْتهى بِاخْتِصَار.

<<  <  ج: ص:  >  >>