صلي بالنَّار إِذا قرب مِنْهَا وَدفع بحرارتها ألم الْبرد. وَحَدِيث مَرْفُوع تَقْديرا على أَنه مُبْتَدأ وسوغ الِابْتِدَاء بِهِ تقدم النَّفْي وَخَبره مَحْذُوف أَي: مستيقظ.
والبعل: الزَّوْج. وَأَرَادَ بالقتام سَواد الْعرض. والكاسف: الْمُتَغَيّر.
ذكر ابْن الْحباب السَّعْدِيّ فِي كتاب مساوي الْخمر أَن امْرأ الْقَيْس لما كَانَ منادماً لقيصر رَأَتْهُ ابْنَته فعشقته وراسلها فَصَارَ إِلَيْهَا وفيهَا قَالَ: حَلَفت لَهَا بِاللَّه حلفة فَاجر الْبَيْت مَعَ أَبْيَات أخر وَلم يزل يصير إِلَيْهَا إِلَى أَن أخبر بذلك أَصْحَابه وَفِيهِمْ الطماح بن قيس الْأَسدي فَقَالَ لَهُ: ائتنا بأمارة. فَأَتَاهُ بقارورة من طيب الْملك وَذَلِكَ بِفضل سكره.)
وَكَانَ أَبُو امْرِئ الْقَيْس قد قتل قيسا أَبَا الطماح فتحيل الطماح حَتَّى أَخذهَا فأنفذ بهَا إِلَى قَيْصر وَأخْبرهُ بِالْحَدِيثِ فَعرفهُ وَعلم صِحَّته. ثمَّ إِن امْرِئ الْقَيْس نَدم على إفشاء سره إِلَى الطماح فَفِي ذَلِك يَقُول:
(إِذا الْمَرْء لم يخزن عَلَيْهِ لِسَانه ... فَلَيْسَ على شَيْء سواهُ بخزان)
فَلَمَّا ذهب امْرُؤ الْقَيْس بالجيش الَّذِي أمده بِهِ قَيْصر أَتَى الطماح إِلَى قَيْصر وَقد تغير على امْرِئ الْقَيْس فَقَالَ: أَيهَا الْملك أهلكت جَيْشًا بعثته مَعَ المطرود الَّذِي قتل أَبوهُ وَأهل بَيته وَمَا تُرِيدُ إِلَى نَصره وَكلما قتل بعض الْعَرَب بَعْضًا كَانَ خيرا لَك. قَالَ: فَمَا الرَّأْي قَالَ: أَن تدارك جيشك وترده وتبعث إِلَى امْرِئ الْقَيْس بحلة مَسْمُومَة. فَفعل فَدخل امْرُؤ الْقَيْس الْحمام فاطلى ولبسها وَقد رق جلده لقروح كَانَت بِهِ فتساقط لَحْمه. ورد قَيْصر جَيْشه وَقدم امْرُؤ الْقَيْس أنقرة فَأَقَامَ بهَا يعالج قروحه إِلَى أَن هلك بهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute