وَقَالَ ابْن عُصْفُور: وَمن النَّاس من زعم أَنه لابد من قد ظَاهِرَة أَو مقدرَة فَإِنَّهُ قَاس ذَلِك على اللَّام الدَّاخِلَة على خبر إِن فَكَمَا لَا تدخل تِلْكَ اللَّام على الْمَاضِي فَكَذَلِك هَذِه اللَّام عِنْده.
وَذَلِكَ بَاطِل لِأَن لَام إِن إِنَّمَا لم يجز دُخُولهَا على الْمَاضِي لِأَن قياسها أَن لَا تدخل على الْخَبَر إِلَّا إِذا كَانَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى نَحْو: إِن زيدا ليقوم فَيقوم يشبه قَائِما لِأَن هَذِه اللَّام هِيَ لَام الِابْتِدَاء فَلَمَّا تعذر دُخُولهَا على الْمُبْتَدَأ دخلت فِي الْخَبَر الَّذِي هُوَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى أَو مَا أشبه مَا هُوَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى.
وَلَيْسَ كَذَلِك اللَّام الَّتِي فِي جَوَاب الْقسم. وَأَيْضًا فَإِن قد تقرب من الْحَال فَإِذا أردنَا الْقسم على الْمَاضِي الْبعيد من زمن الْحَال لم يجز الْإِتْيَان بهَا. انْتهى.