للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ ابْن عُصْفُور: وَمن النَّاس من زعم أَنه لابد من قد ظَاهِرَة أَو مقدرَة فَإِنَّهُ قَاس ذَلِك على اللَّام الدَّاخِلَة على خبر إِن فَكَمَا لَا تدخل تِلْكَ اللَّام على الْمَاضِي فَكَذَلِك هَذِه اللَّام عِنْده.

وَذَلِكَ بَاطِل لِأَن لَام إِن إِنَّمَا لم يجز دُخُولهَا على الْمَاضِي لِأَن قياسها أَن لَا تدخل على الْخَبَر إِلَّا إِذا كَانَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى نَحْو: إِن زيدا ليقوم فَيقوم يشبه قَائِما لِأَن هَذِه اللَّام هِيَ لَام الِابْتِدَاء فَلَمَّا تعذر دُخُولهَا على الْمُبْتَدَأ دخلت فِي الْخَبَر الَّذِي هُوَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى أَو مَا أشبه مَا هُوَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى.

وَلَيْسَ كَذَلِك اللَّام الَّتِي فِي جَوَاب الْقسم. وَأَيْضًا فَإِن قد تقرب من الْحَال فَإِذا أردنَا الْقسم على الْمَاضِي الْبعيد من زمن الْحَال لم يجز الْإِتْيَان بهَا. انْتهى.

وَكَلَام ابْن السراج نَص مدلل لَا دَافع لَهُ وَهُوَ إِمَام الْبَصرِيين كسيبويه. وَلَيْسَ وَرَاء عبادان قَرْيَة.

وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة لامرئ الْقَيْس مطْلعهَا:

وَقد شرحنا فِي مَوَاضِع مُتعَدِّدَة خَمْسَة وَعشْرين بَيْتا من أَولهَا إِلَى هُنَا. وَبعده:

(فَأَصْبَحت معشوقاً وَأصْبح بَعْلهَا ... عَلَيْهِ القتام كاسف الْحَال والبال)

وَقَوله: فَمَا إِن من حَدِيث ... ... . إِلَخ إِن زَائِدَة مُؤَكدَة للنَّفْي وَكَذَلِكَ من.

وَحَدِيث يحْتَمل أَن يكون بِمَعْنى الْكَلَام فَيقدر مُضَاف أَي: ذِي حَدِيث وَيحْتَمل أَن يكون صفة بِمَعْنى محادث كالعشير بِمَعْنى المعاشر.

وصالي من

<<  <  ج: ص:  >  >>