للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لعمري لقدماً عضني الْجُوع عضةً ... فآليت أَن لَا أمنع الدَّهْر جائعا)

قَالَ: وَقد اجْتمع شذوذان فِي قَول عَامر بن قدامَة:

(فلبعده لَا أخلدن وَمَا لَهُ ... بدل إِذا انْقَطع الإخاء فودعا)

أَحدهمَا: عدم الِاسْتِغْنَاء بتقدم اللَّام عَن النُّون. وَالثَّانِي: دُخُولهَا على جَوَاب منفي فَلَو كَانَ مثبتاً لَكَانَ دُخُولهَا عَلَيْهِ مَعَ تقدم اللَّام أسهل.

الْأَمر الْخَامِس: قَوْله: إِن هَذِه اللَّام لَام الِابْتِدَاء لَا تدخل على الْمَاضِي الْمُجَرّد فَلَا بُد من تَقْدِير قد مُخَالف لكَلَام ابْن السراج قَالَ فِي الْأُصُول فِي بَاب إِن وَأَخَوَاتهَا: وَإِذا كَانَ خبر إِن فعلا مَاضِيا لم يجز أَن تدخل عَلَيْهِ اللَّام الَّتِي تدخل على خَبَرهَا إِذا كَانَ اسْما فَلَا تَقول: إِن زيدا لقام وَأَنت تُرِيدُ هَذِه اللَّام لِأَن هَذِه اللَّام لَام الِابْتِدَاء. إِلَى أَن قَالَ: فَإِن قَالَ قَائِل: أَرَانِي أَقُول: لأقومن ولينطلقن فأبدأ بِاللَّامِ وأدخلها على الْفِعْل قيل لَهُ: لَيست هَذِه اللَّام تِلْكَ اللَّام. هَذِه تلحقها النُّون وتلزمها وَلَيْسَت الْأَسْمَاء دَاخِلَة فِي هَذَا الضَّرْب وَإِنَّمَا سَمِعت وَالله لقام زيد.

-

لناموا فَمَا إِن من حَدِيث وَلَا صالي فَهَذِهِ اللَّام الَّتِي تكون مَعهَا النُّون غير مُقَدّر فِيهَا الِابْتِدَاء. تَقول: قد علمت أَن زيدا ليقومن)

وَأَن زيدا لقام فَلَا تكسر إِن كَمَا كنت تكسرها فِي قَوْلك: أشهد إِن مُحَمَّدًا لرَسُول الله.

انْتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>