قَالَ النّحاس وَتَبعهُ الأعلم أَن هَاهُنَا توكيد كاللام فِي لَئِن. أَلا ترى أَن اللَّام لَا تدخل هَاهُنَا لَو قلت: أقسم لِأَن لَو فعلت لم يجز لِأَن اللَّام إِنَّمَا تدخل فِي الْقسم أَو فِيمَا كَانَ من سببيه نَحْو: وَالله لَئِن دخلت لأقومن فَدخلت فِي لأقومن لِأَنَّهُ الْمقسم عَلَيْهِ. وَدخلت فِي لَئِن لِأَنَّهَا من سَببه فأدخلت أَن مَعَ لَو تَأْكِيدًا مثل اللَّام. انْتهى.
وَكَذَا يكون الْجَواب للقسم لَو عدمت نَحْو: وَالله لَو قُمْت لأكرمتك. وَعَلِيهِ خرج الشَّارِح الْمُحَقق الْبَيْت الْآتِي كَمَا أَن اللَّام الموطئة سَوَاء ذكرت أم لم تذكر
يكون الْجَواب بعْدهَا للقسم لَا للشّرط نَحْو: وَالله لَئِن تأتني أَو وَالله إِن تأتني أكرمك.
وَقد تبع ابْن عُصْفُور سِيبَوَيْهٍ فِي شرح الْإِيضَاح فَقَالَ: وَإِذا توسطت لَو أَو لَوْلَا بَين الْقسم وَالْفِعْل الْوَاقِع جَوَابا لَهُ لزم أَن يكون الْفِعْل الْوَاقِع جَوَابا مَاضِيا لِأَنَّهُ مغن عَن جَوَاب لَو وَلَوْلَا الْمَحْذُوف ودال عَلَيْهِ. وَجَوَاب لَو وَلَوْلَا لَا يكون إِلَّا مَاضِيا فَوَجَبَ أَن يكون الدَّال عَلَيْهِ كَذَلِك.
وَقد يدْخلُونَ أَن على لَو تَوْطِئَة لجعل الْفِعْل الْوَاقِع بعْدهَا جَوَابا للقسم كَمَا يدْخلُونَ اللَّام على إِن الشّرطِيَّة. انْتهى.
وَبِمَا نقلنا عَن سِيبَوَيْهٍ يعلم أَن قَول ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: إِن أَن بَين الْقسم وَلَو زَائِدَة عِنْد سِيبَوَيْهٍ خلاف الْوَاقِع. وَهَذَا كَلَامه: الثَّانِي أَي: من الْمَوَاضِع الْأَرْبَعَة الَّتِي تزاد أَن فِيهَا أَن تقع بَين لَو وَفعل الْقسم مَذْكُورا كَقَوْلِه: فأقسم أَن لَو الْتَقَيْنَا ... ... ... ... ... الْبَيْت ...
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute