للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْهِ قبل من انتصابه بالظرف وتعلقه بِالْفِعْلِ. فَقَوله:

(أعلاقة أم الْوَلِيد بَعْدَمَا ... أفنان رَأسك كالثغام المخلس)

بعد منتصب بِمَا نصب بِهِ الْمصدر الَّذِي هُوَ علاقَة فَكَذَلِك يَنْبَغِي أَن يكون الْفِعْل على مَا كَانَ عَلَيْهِ قبل دُخُول هَذَا الْحَرْف من اقتضائه للْفَاعِل وَإِسْنَاده إِلَيْهِ. هَذَا كَلَامه. وَقَوله: وَلم نر فِي سَائِر كَلَامهم الْفِعْل بِلَا فَاعل يرد عَلَيْهِ زِيَادَة كَانَ فِي نَحْو: مَا كَانَ أحسن زيدا.

-

وَفِيه أَيْضا دُخُول فعل على فعل. فَقَوله: غير مَوْجُود مَمْنُوع.

وَقَوله: وَيُقَوِّي هَذَا أَن الْفِعْل مَعَ دُخُول مَا هَذِه تَجدهُ دَالا إِلَى آخِره يرد عَلَيْهِ أَن الْحَرْف المكفوف وَقَوله: أَلا ترى أَن الِاسْم فِي حَال دُخُول هَذَا الْحَرْف إِيَّاه على مَا كَانَ عَلَيْهِ قبل انتصابه بالظرف وتعلقه بِالْفِعْلِ ... إِلَخ هَذَا يشْهد عَلَيْهِ لَا لَهُ فَإِن الْكَلَام فِي طلب الْمَعْمُول لَا فِي طلب الْعَامِل)

والمعمول لبعد بِالْإِضَافَة مَفْقُود لوُجُود الْمَانِع وَهُوَ الْكَفّ. وَهَذَا هُوَ الْمُدعى. فَلَا يرد على سِيبَوَيْهٍ شَيْء مِمَّا ذكره. وَالله أعلم.

وروى أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي:

(صددت فأطولت الصدود وَلَا أرى ... وصالاً على طول الصدود يَدُوم)

وَعَلِيهِ لَا شَاهد فِيهِ. وَالْبَيْت من أَبْيَات للمرار الفقعسي أوردهَا أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي فِي ضَالَّة الأديب وَفِي فرحة الأديب وَهِي:

(صرمت وَلم تصرم وَأَنت صروم ... وَكَيف تصابى من يُقَال حَلِيم)

(صددت فأطولت الصدود وقلما ... وصال على طول الصدود يَدُوم)

(وَلَيْسَ الغواني للجفاء وَلَا الَّذِي ... لَهُ عَن تقاضي دينهن هموم)

(ولنما يستنجز الْوَعْد تَابع ... هواهن حلاف لَهُنَّ أثيم)

الصرم: الْقطع صرمه صرماً من بَاب ضرب وَالِاسْم الصرم بِالضَّمِّ. وَكَيف اسْتِفْهَام إنكاري.

وتصابي: مصدر تصابى: تكلّف الصبوة وَهُوَ الْميل إِلَى الْجَهْل والفتوة. يُقَال:

صبا يصبو والصدود كالإعراض. وأطولت كَانَ الْقيَاس فِيهِ أطلت لكنه جَاءَ مصححا على الأَصْل كاستحوذ.

والغواني: جمع غانية الْجَارِيَة الَّتِي غنيت بزوجها وَقد تكون الَّتِي غنيت بحسنها وجمالها عَن الزِّينَة. والجفاء: خلاف الْبر وجفوته أجفوه إِذا أَعرَضت

<<  <  ج: ص:  >  >>