للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا كوفيهم من ذهب فِي هَذَا الِاسْم إِلَى أَنه من الوله وَإِنَّمَا ذهب إِلَيْهِ من لَيْسَ من أهل النّظر فِي الْعَرَبيَّة لوضوح خطأ القَوْل

بذلك فِيهَا من جِهَة اللَّفْظ.

أَلا ترى أَن من أجَاز أَن يُبدل من الْفَاء الَّتِي هِيَ وَاو الْهمزَة لِأَنَّهَا مَكْسُورَة فِي قَول من رأى الْبَدَل من الْمَكْسُورَة على الاطراد كَمَا يرى الْجَمِيع بدل الْهمزَة من المضمومة فَإِنَّهُم لم يذهبوا إِلَى أَلا ترى أَن من يَقُول فِي الوشاح: إشاح وَفِي الوسادة: إسادة يَقُول: توشح وتوسد. والمستعمل فِي هَذَا الِاسْم تأله. قَالَ: سبحن واسترجعن من تألهي وَلَو كَانَ من الوله لَكَانَ توله. وَلَو كَانَ فِي الْكَلَام لُغَتَانِ لتعاقب الحرفان على الْكَلِمَة كَمَا جَاءَ ذَلِك فِي سنة.

فللخطأ الظَّاهِر من جِهَة اللَّفْظ لم يذهب إِلَى هَذَا القَوْل نحوي فِيمَا علمناه.

وَمِمَّا يدا على فَسَاد القَوْل بذلك أَيْضا من جِهَة اللَّفْظ أَنهم قَالُوا فِي جَمِيع إِلَه آلِهَة كَمَا قَالُوا فِي جمع إِنَاء آنِية وَأَوَان آونة.

وَلَو كَانَ من الوله لوَجَبَ أَن يكون الْجمع أولهة كَمَا قَالُوا أوعية. فللفساد الظَّاهِر من جِهَة اللَّفْظ لم يذهب إِلَيْهِ أحد من أهل الْعَرَبيَّة.

فَأَما من جِهَة الْمَعْنى فَلَيْسَ بممتنع وَلَا فِيهِ شَيْء يَنْبَغِي أَن يجْتَنب لِأَن الَّذِي يَقُول من غير النَّحْوِيين إِن إِلَه فعال من الوله إِنَّمَا هُوَ لوله الْعباد إِلَيْهِ ودعائهم لَهُ وإسراعهم إِلَى ذَلِك عِنْدَمَا يدهمهم من الْأُمُور وَهَذَا لَا يمْتَنع الْوَصْف بِهِ كَمَا لَا يمْتَنع فِيهِ التَّسْمِيَة بإلاه.

-

وَمعنى الإلاهة فِي اللُّغَة: الْعِبَادَة قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله عَزَّ وَجَلَّ:

<<  <  ج: ص:  >  >>