فَلَمَّا عمل الْفِعْل فِيمَا بعد اللَّام علم أَنَّهَا لَيست الَّتِي تدخل فِي خبر إِن الشَّدِيدَة. وَلَيْسَت أَيْضا الَّتِي تدخل على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل والماضي للقسم نَحْو: ليفعلن ولفعلوا.
وَلَو كَانَت تِلْكَ للَزِمَ الْفِعْل الَّذِي تدخل عَلَيْهِ إِحْدَى النونين فَلَمَّا لم تلْزم علم أَنَّهَا لَيست إِيَّاه. قَالَ تَعَالَى: إِن كَاد ليضلنا عَن آلِهَتنَا وإِن كَانُوا ليقولون فَلم تلْزم النُّون.
على أَن هَذِه اللَّام لَو كَانَت هِيَ الَّتِي ذكرنَا أَنَّهَا للقسم وَتدْخل على الْمُسْتَقْبل والماضي لم تدخل على الْأَسْمَاء فِي مثل: إِن كُنَّا عَن عبادتكم لغافلين وإِن قتلت لفارساً.
وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنَّهَا لَا تعلق الْأَفْعَال الملغاة قبل إِن إِذا وَقعت فِي حيزها كَمَا تعلقهَا الَّتِي تدخل على الْخَبَر. فقد ثَبت بِمَا ذكرنَا أَن هَذِه اللَّام مَعَ إِن المخففة لَيست الَّتِي مَعَ إِن الْمُشَدّدَة وَلَا الَّتِي تدخل على الْفِعْل للقسم لَكِنَّهَا للفصل بَينهَا وَبَين إِن النافية. فَهَذَا حَقِيقَة إِن الْخَفِيفَة وَاللَّام الَّتِي مَعهَا عِنْدِي. انْتهى كَلَامه.
وَقد نقل الشَّارِح الْمُحَقق الْجَواب عَن عدم تَعْلِيق اللَّام.