للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ قَالَ أَبُو عَليّ: وَإِذا ثَبت أَن هَذِه اللَّام لَيست للابتداء لم يمْتَنع أَن تنفتح أَن إِذا كَانَت هَذِه اللَّام مَعهَا وَدخل عَلَيْهِ مَا يُوجب فتحهَا إِذْ اللَّام الْمَانِعَة من انفتاح أَن غَيرهَا.

فَلَو أدخلنا علمت فِي مثل: إِن وَجدك زيد لكاذبا وَجب انفتاح أَن إِذْ لَيْسَ فِي الْكَلَام شَيْء يعلق الْفِعْل عَنْهَا وَلم يجب أَن يكون فِي أَن ضمير الْقِصَّة من هَذِه الْمَسْأَلَة كَمَا تَقول: إِن فِي مثل قَوْله تَعَالَى: أَن سَيكون مِنْكُم ضميراً لِأَن هَذَا الضَّمِير إِنَّمَا يكون فِي أَن المخففة من أَن الْمُشَدّدَة.

وَلَيْسَت هَذِه تِلْكَ إِنَّمَا هِيَ الَّتِي قبل دُخُول الْفِعْل عَلَيْهَا أَن الَّتِي لَا تمْتَنع من الدُّخُول على الْفِعْل لزوَال الْعلَّة الَّتِي كَانَت تَمنعهُ من الدُّخُول عَلَيْهِ وَهِي ثَقيلَة.

فَكَمَا تَقول فِي حَال انكسارها: لَا ضمير فِيهَا كَذَلِك تَقول فِي حَال انفتاحها بعد الْفِعْل فَإِذا)

قُلْنَا: علمت أَن وَجدك زيد كَاذِبًا لم تدخل اللَّام كَمَا كَانَت تدخل قبل دُخُول علمت وَلم يمْنَع الْفِعْل من فتح أَن شَيْء وَارْتَفَعت الْحَاجة إِلَى اللَّام مَعَ دُخُول علمت.

وَإِذا فتحت لم تَلْتَبِس بإن الَّتِي مَعْنَاهَا مَا وَلَوْلَا فتحهَا إِيَّاهَا لاحتيج إِلَى اللَّام لِأَن علمت من الْمَوَاضِع الَّتِي يَقع فِيهَا النَّفْي كَمَا وَقع بعد ظَنَنْت فِي نَحْو قَوْله:

وظنوا مَا لَهُم من محيص فَلَو بقيت إِن على كسرهَا بعد علمت للزمتها اللَّام وَكَانَ ذَلِك وَاجِبا لتخليصه من النَّفْي. فَإِذا لم تبْق على الكسرة فَلَا ضَرُورَة إِلَى اللَّام.

فَإِن شِئْت قلت: إِذا أدخلت علمت عَلَيْهَا حذفت اللَّام لزوَال الْمَعْنى الَّذِي كَانَت اللَّام اجتلبت لَهُ بِدُونِ علمت. وَإِن شِئْت قلت: أتركها وَلَا احذفها فَتكون كالأشياء الَّتِي تذكر تَأْكِيدًا من غير ضَرُورَة إِلَيْهِ. وَذَلِكَ كثير فِي الْكَلَام. انْتهى كَلَامه. وَلم أره لغيره وَهُوَ غَرِيب يحْتَاج فِي إثْبَاته إِلَى السماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>