للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على أَن كَأَن إِذا وَقع بعْدهَا مُفْرد فاسمها يكون غير ضمير شَأْن. وَالتَّقْدِير: كَأَن بَطنهَا بطن حُبْلَى. وَإِنَّمَا عدل عَن ضمير الشَّأْن لِأَن خَبره لَا يكون إِلَّا جملَة.

وَهَذَا الْبَيْت ثَانِي بَيْتَيْنِ أوردهما ابْن دُرَيْد عَن أبي عُثْمَان سعيد بن هَارُون الأشنانداني فِي كتاب أَبْيَات الْمعَانِي قَالَ: أَنْشدني لرجل من بني سعد بن زيد مَنَاة:

(وخيفاء ألْقى اللَّيْث فِيهَا ذراعه ... فسرت وَسَاءَتْ كل ماش ومصرم)

تمشي بهَا الدرماء تسحب قصبها ... ... ... ... ... الْبَيْت خيفاء: رَوْضَة فِيهَا رطب ويبيس وهما لونان: أَخْضَر وأصفر. وكل لونين خيف وَبِه سمي الْفرس إِذا كَانَت إِحْدَى عينيها كحلاء وَالْأُخْرَى زرقاء. وَسمي الْخيف خيفاً لِأَن فِيهِ حِجَارَة سُودًا وبيضاً.

-

وَقَوله: ألْقى اللَّيْث فِيهَا ذراعه يَقُول: مطرَت بِنَوْء الذِّرَاع وَهِي ذِرَاع الْأسد فسرت الْمَاشِي أَي: صَاحب الْمَاشِيَة وَسَاءَتْ المصرم: الَّذِي لَا مَال لَهُ لِأَن الْمَاشِي يرعيها مَاشِيَته والمصرم يتلهف على مَا يرى من حسنها وَلَيْسَ لَهُ مَا يرعيها.

وَقَوله: تمشي بهَا الدرماء يَعْنِي الأرنب وَإِنَّمَا سميت الدرماء لتقارب خطوها وَذَلِكَ لِأَن الأرانب تدرم درماً تقَارب خطوها وتخفيه لِئَلَّا يقص

<<  <  ج: ص:  >  >>