للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا. وَالْبَيْت من قصيدة مرثية جَيِّدَة لكعب بن سعد الغنوي رَوَاهَا القالي فِي أَمَالِيهِ وَمُحَمّد بن الْمُبَارك فِي مُنْتَهى الطّلب من أشعار الْعَرَب قَالَ: رثى بهَا كَعْب أَخَاهُ شبيباً.

وَقَالَ القالي: قَرَأت على أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد هَذِه القصيدة فِي شعر كَعْب الغنوي وأملاها علينا أَبُو الْحسن الْأَخْفَش قَالَ: قرئَ على أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن الْحسن الْأَحول وَمُحَمّد بن يزِيد وَأحمد بن يحيى.

قَالَ: وَبَعض النَّاس يروي هَذِه القصيدة لكعب بن سعد الغنوي وَبَعْضهمْ يَرْوِيهَا بأسرها لسهم الغنوي وَهُوَ من قومه وَلَيْسَ بأَخيه.

وَبَعْضهمْ يروي شَيْئا مِنْهَا لسهم. والمرثي بِهَذِهِ القصيدة يكنى أَبَا المغوار واسْمه هرم وَبَعْضهمْ يَقُول: اسْمه شبيب ويحتج بِبَيْت رُوِيَ فِي هَذِه القصيدة.

أَقَامَ وخلى الظاعنين شبيب وَهَذَا الْبَيْت مَصْنُوع وَالْأول أصح لِأَنَّهُ رَوَاهُ ثِقَة. وأولها فِي رِوَايَة الْجَمِيع:

(تَقول سليمى مَا لجسمك شاحباً ... كَأَنَّك يحميك الشَّرَاب طَبِيب)

(فَقلت وَلم أعي الْجَواب لقولها ... وللدهر فِي صم السَّلَام نصيب)

(تتَابع أَحْدَاث تخرمن إخوتي ... وشيبن رَأْسِي والخطوب تشيب)

(لعمري لَئِن كَانَت أَصَابَت مُصِيبَة ... أخي والمنايا للرِّجَال شعوب)

(لقد عجمت مني الْحَوَادِث ماجداً ... عروفاً لريب الدَّهْر حِين يريب)

(وَقد كَانَ: أما حلمه فمروح ... علينا وَأما جَهله فعزيب)

(فَتى الْحَرْب إِن حَارَبت كَانَ سمامها ... وَفِي السّلم مفضال الْيَدَيْنِ وهوب)

(هوت أمه مَاذَا تضمن قَبره ... من الْجُود وَالْمَعْرُوف حِين يثيب)

(جموع خلال الْخَيْر من كل جَانب ... إِذا جَاءَ جياء بِهن ذهوب)

...

<<  <  ج: ص:  >  >>