قَالَ الضَّبِّيّ: لم يقْض عبرته أَي: لم يشتف من الْبكاء لِأَن فِي ذَلِك رَاحَة كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: الطَّوِيل وَإِن شفائي عبرةٌ لَو صببتها وَقَالَ غَيره: أَي لم ينفذ مَاء شؤونه وَلم يخرج دمعه كُله لِأَنَّهُ إِذا لم يُخرجهُ كَانَ أَشد لأسفه واحتراق قلبه.
وَحكي عَن أبي بكر بن عَيَّاش أَنه كَانَ يشْتَد حزنه حَتَّى يكَاد يَحْتَرِق قلبه وَلَا يقدر على إِظْهَاره قطرةٍ من دُمُوعه فَوقف ذُو الرمة بكناسة الْكُوفَة ينشد وحضره أَبُو بكر وَهُوَ ينشد:)