للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ الأعلم: أَرَادَ بالكبير نَفسه أَي: هَل تجازيك ببكائك على إثْرهَا وَأَنت شيخ. والمشكوم: الْمجَازِي. والشكم: الْعَطِيَّة جَزَاء فَإِن كَانَت ابتدائية فَهِيَ الشكد. انْتهى.

وَقَالَ الْعَيْنِيّ: أَرَادَ بالكبير قيس بن الخطيم. وَلَا أعلم لَهُ وَجها ومناسبة هُنَا.

وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: المشكوم: المجزي وَقد شكمته أشكمه شكماً من بَاب نصرته نصرا وَالِاسْم الشكم بِالضَّمِّ وَهُوَ الْمُكَافَأَة بِحسن الصَّنِيع.

وإثر الْأَحِبَّة بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْمُثَلَّثَة وفتحهما لُغَة. والبين: الْفِرَاق. وإثر وَيَوْم متعلقان ببكي.

وَقَوله: لم يقْض عبرته هُوَ صفة ثَانِيَة لكبير. وَالْعبْرَة بِالْفَتْح: الدمعة.

-

قَالَ الضَّبِّيّ: لم يقْض عبرته أَي: لم يشتف من الْبكاء لِأَن فِي ذَلِك رَاحَة كَمَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: الطَّوِيل وَإِن شفائي عبرةٌ لَو صببتها وَقَالَ غَيره: أَي لم ينفذ مَاء شؤونه وَلم يخرج دمعه كُله لِأَنَّهُ إِذا لم يُخرجهُ كَانَ أَشد لأسفه واحتراق قلبه.

وَحكي عَن أبي بكر بن عَيَّاش أَنه كَانَ يشْتَد حزنه حَتَّى يكَاد يَحْتَرِق قلبه وَلَا يقدر على إِظْهَاره قطرةٍ من دُمُوعه فَوقف ذُو الرمة بكناسة الْكُوفَة ينشد وحضره أَبُو بكر وَهُوَ ينشد:)

الطَّوِيل

(لَعَلَّ انحدار الدمع يعقب رَاحَة ... من الوجد أَو يشفي نجي البلابل)

<<  <  ج: ص:  >  >>