للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَوله: فَمَا تدوم على حَال ... إِلَخ الْفَاء سَبَبِيَّة أَي: بِسَبَب مَا جبلت عَلَيْهِ من تِلْكَ الْأَخْلَاق لَا تدوم على حَال. وَمَا: نَافِيَة وتدوم: فعل تَامّ لَا نَاقص.

وَقَوله: كَمَا تلون الْكَاف نعت لمصدر مَحْذُوف وَمَا مَصْدَرِيَّة أَي: تتلون سعاد تلوناً كتلون الغول لِأَن الَّذِي لَا يَدُوم على حَالَة متلون وتلون أَصله تتلون بتاءين.

والغول: جنسٍ من الْجِنّ وَالشَّيَاطِين كَانَت الْعَرَب تزْعم أَنَّهَا تتراءى للنَّاس فِي الفلاة فتتغول تغولاً أَي: تتلون تلوناً فِي صورٍ شَتَّى وتغولهم أَي: تضلهم عَن الطَّرِيق وَقد أبطل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زعمهم بقوله: لَا غول أَي: لَا تَسْتَطِيع أَن تضل أحدا.

وَقَوله: وَلَا تمسك بالعهد ... إِلَخ مَعْطُوف على فَمَا تدوم. وَتمسك أَصله تتمسك بتاءين.

وَيجوز: تمسك بِضَم التَّاء والعهد هُنَا: الموثق أَو الْيَمين أَو الذِّمَّة والزعم: القَوْل عل غير صِحَة)

وَيحْتَمل أَن يكون زعمت هُنَا بِمَعْنى كفلت.

وَالْمعْنَى: أَنَّهَا لَا يوثق بودها وَلَا يركن إِلَى عهدها لِأَن إِِمْسَاكهَا للْعهد

كإمساك الغرابيل للْمَاء فَكَمَا أَن الْمُشبه بِهِ محَال كَذَلِك الْمُشبه وَهَذَا تَشْبِيه مَعْقُول بمحسوس.

وَمَا أحسن قَول ابْن نباتة الْمصْرِيّ: الْبَسِيط

(لم تمسك الهدب دمعي حِين أذكركم ... إِلَّا كَمَا يمسك المَاء الغرابيل)

وَقَوله: فَلَا يغرنك مَا منت ... إِلَخ الْفَاء لمحض السَّبَبِيَّة كالواقعة فِي جَوَاب الشَّرْط كَقَوْلِك: زيد كَاذِب فَلَا تغتر بقوله. وَمَا موصوله أَو مَوْصُوفَة أَو مَصْدَرِيَّة.

ومنت أَصله منيت على فعلت فقلبت الْيَاء المتحركة ألفا

<<  <  ج: ص:  >  >>