(أَشْكُو إِلَيْهَا رقتي لترق لي ... فَتَقول تطمع بِي وَأَنت كَمَا ترى)
(وَإِذا بَكَيْت دَمًا تَقول شمت بِي ... يَوْم النَّوَى فصبغت دمعك أحمرا)
(من شَاءَ يمنحها الغرام فدونه ... هذي خلائقها بِتَخْيِير الشرا)
وَقد صرح بِهِ ابْن أبي الْحَدِيد فِي قَوْله: الطَّوِيل
(فيا رب بغضها إِلَى كل عاشقٍ ... سواي وقبحها إِلَى كل نَاظر)
وَقد بَالغ ابْن الْخياط فِي تصريحه بِغَيْرِهِ العشاق فَأحْسن حَيْثُ قَالَ: الطَّوِيل
(أغار إِذا آنست فِي الْحَيّ أنةً ... حذاراً وخوفاً أَن يكون لحبه)
وَرُبمَا عيب على كعبٍ هَذَا الْكَلَام لِأَنَّهُ يشْعر بِأَن معشوقته تعد وتخلف وتبدل وَيُجَاب بِأَن مُرَاده الْمُبَالغَة فِي فرط دلالها وبخلها بوصالها بِحَيْثُ لَو صاحبت إنْسَانا لاستبدلت بِهِ وفجعته ول وعدت بالوصل لكذبت فِي وعدها ومطلته على أَنَّهَا لَا تصاحب مصادقاً وَلَا تعد بوصالها عَاشِقًا وَهُوَ قريب من قَول
الآخر: السَّرِيع وَلَا ترى الضَّب بهَا ينجحر أَي: لَا ضَب ببها فينجحر.
وَكَلَام كَعْب هَذَا مُنَاسِب لما تسميه عُلَمَاء البديع تَأْكِيد الْمَدْح بِمَا يشبه الذَّم. وَإِنَّمَا أطنبت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute