ذُو فِي نَحْو قَول أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: ذُو بطن بنت خَارِجَة جَارِيَة وَقَوله: لتغني عني ذَا إنائك أجمعا
الْمَعْنى مَا فِي بَطنهَا من الْحَبل وَمَا فِي إنائك من الشَّرَاب لِأَن الْحَبل وَالشرَاب يصحبان الْبَطن)
والإناء.
أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: مَعهَا حَبل. وَكَذَلِكَ الْمُضْمرَات تصْحَب الصُّدُور وَهِي مَعهَا. وَذُو مَوْضُوع لِمَعْنى الصُّحْبَة. انْتهى.
ثَالِثهَا: إِضَافَة إِنَاء إِلَى ضمير الْمُخَاطب للملابسة قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل: ويضاف الشَّيْء إِلَى غَيره بِأَدْنَى مُلَابسَة بَينهمَا. وَأنْشد الْبَيْت وَغَيره.
قَالَ ابْن يعِيش: الشَّاهِد فِيهِ أَنه أضَاف الْإِنَاء إِلَى الْمُخَاطب لملابسته إِيَّاه وَقت أكله مِنْهُ أَو شربه مَا فِيهِ من اللَّبن. وَذُو الْإِنَاء: مَا فِيهِ من لبنٍ أَو مَأْكُول. انْتهى.
وَفِيه تَقْصِير حَيْثُ قصر الملابسة على إِضَافَة الْإِنَاء مَعَ أَنَّهَا جَارِيَة فِي إِضَافَة ذَا أَيْضا وَقد نبه أَحدهمَا: أَن الْإِنَاء للمضيف وَقد أَضَافَهُ إِلَى الضَّيْف لملابسته إِيَّاه فِي شربه مِنْهُ وَفِي جعل هَذِه الملابسة بِمَنْزِلَة الِاخْتِصَاص الملكي مُبَالغَة فِي إكرام الضَّيْف واللطف.
وَالثَّانِي: أَن ذَا بِمَعْنى صَاحب وَأُرِيد بِهِ اللَّبن وأضيف إِلَى الْإِنَاء لملابسته إِيَّاه لكَونه فِيهِ. فَهَذِهِ أَيْضا إِضَافَة لأدنى مُلَابسَة. انْتهى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute