وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة لسحيم عبد بني الحسحاس. وأولها:
(كَأَن الصبيريات يَوْم لقيننا ... ظباءٌ حنت أعناقها للمكانس)
(وَهن بَنَات الْقَوْم إِن يشعروا بِنَا ... يكن فِي ثِيَاب الْقَوْم إِحْدَى الدهارس)
وَقبل الْبَيْت الشَّاهِد:
(فكم قد شققنا من رداءٍ منيرٍ ... على طفلةٍ ممكورةٍ غير عانس)
قَالَ ابْن السَّيِّد: أَرَادَ بالصبيريات: نسَاء بني صبيرة بن يَرْبُوع. وحنت: أمالت. والمكانس: جمع مكنس بِمَعْنى الكناس وَهُوَ مَوضِع الظباء فِي الشّجر يكتن فِيهِ ويستتر وكنس الظبي يكنس بِالْكَسْرِ. والدهارس: بِفَتْح الدَّال: الدَّوَاهِي جمع دهرس كجعفر والدهاريس جمع الْجمع.
والرداء الْمُنِير: الَّذِي لَهُ نير بِالْكَسْرِ وَهُوَ علم الثَّوْب. وَجَارِيَة طفلة بِفَتْح الطَّاء أَي: ناعمة.
وَالْمُنَاسِب لقَوْله غير عانس أَن يكون طفلة بِكَسْر الطَّاء. والممكورة: المطوية الْخلق من النِّسَاء يُقَال: امْرَأَة ممكورة السَّاقَيْن أَي: جدلاء مفتولة.
وَقَالَ ابْن السَّيِّد: الممكورة: الطَّوِيلَة الْخلق. والعانس بالنُّون فِي الصِّحَاح: عنست الْجَارِيَة تعنس عنوساً وعناساً فَهِيَ عانس وَذَلِكَ إِذا طَال مكثها فِي منَازِل أَهلهَا بعد إِدْرَاكهَا حَتَّى خرجت من عداد الْأَبْكَار وَهَذَا مَا لم تتَزَوَّج فَإِن تزوجت مرّة فَلَا يُقَال عنست. يَقُول: إِذا شقّ هَؤُلَاءِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute