(فَمَتَى واغل يزرهم يحيو ... هـ وَتعطف عَلَيْهِ كأس الساقي)
على أَنه فصل اضطراراً بَين مَتى ومجزومه فعل الشَّرْط بواغل ف واغل فَاعل فعل مَحْذُوف يفسره الْمَذْكُور أَي: مَتى يزرهم واغل يزرهم. وَرُوِيَ أَيْضا يجئهم وَرُوِيَ أَيْضا ينبهم من نَاب يَنُوب. والواغل: الرجل الَّذِي يدْخل على من يشرب الْخمر وَلم يدع وَهُوَ فِي الشَّرَاب بِمَنْزِلَة الوارش فِي الطَّعَام وَهُوَ الطفيلي يُقَال: وغل بِالْفَتْح يغل بِالْكَسْرِ وغلاً بِالسُّكُونِ فَهُوَ واغل ووغل أَيْضا بِالسُّكُونِ كَذَا فِي كتاب كتاب النَّبَات للدينوري. والكأس بِالْهَمْز مُؤَنّثَة قَالَ أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات وَذكر أَسمَاء الْخمر فَقَالَ: وَمِنْهَا الكاس وَهُوَ اسْم لَهَا وَلَا يُقَال للزجاجة كأس إِن لم يكن فِيهَا الْخمر ثمَّ أورد حجَجًا على ذَلِك مِنْهَا قَول الله تَعَالَى: يُطَاف عَلَيْهِم بكأس من معِين.
وَقد رد عَلَيْهِ أَبُو قَاسم عليّ بن حَمْزَة الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ فِي كتاب التَّنْبِيهَات على أغلاط الروَاة فِيمَا كتبه على كتاب النَّبَات فَقَالَ: قد أَسَاءَ فِي هَذَا الشَّرْط الكأس: نفس الْخمر كَمَا قَالَ والكأس: الزجاجة وَقَول الله تَعَالَى الَّذِي