للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأماكن التعبد؛ لأنها لم تكتسب قيمتها الدينية لدى المسلمين من تقادم الزمن وتراكمه، وإنما بورود النص الشرعي في بيان فضلها وقدرها، والأمر بتعظيمها وإحيائها.

فالآثار التاريخية اكتسبت قيمتها عند الآثاريين من تباعد التاريخ، وتقادم الزمن كما ذكرت آنفًا بينما المساجد وأماكن التعبد الإسلامية اكتسبت قيمتها الدينية من خلال ورود الأدلة الشرعية في فضلها، والأمر الإلهي بتعظيمها، وليس من مضي السنين وتقادم الزمن.

فالعمر التاريخي للمساجد وأماكن التعبد وإن زادت أهميتها لدى خبراء الآثار غير المسلمين، إلا أنها لدى المسلمين ليست كذلك؛ بل إن فضلها ثابت ولا يختلف عند من عاصر بناها أو من جاء بعده إلى أن تقوم عليه الساعة (١).

فنخلص إلى أن قيمة المساجد وأماكن التعبد ومكانتها بحسب ما ورد بالشرع من تفضيل، وبيان أن بعضها أعظم مكانة من بعض، بغض النظر عن عمرها الزمني.

كما هو حال المساجد الثلاثة، فالمسجد الأقصى أقدم من المسجد النبوي، ومع ذلك جاء الشرع بتفضيل المسجد النبوي على المسجد الأقصى في ثواب الصلاة فيه كما سيأتي بيانه في موضعه.

وبسط هذا المطلب في المسائل التالية:

المسألة الأولى: المراد بالمساجد وأماكن التعبّد.

المسألة الثانية: أمثلة على المساجد وأماكن التعبّد.

المسألة الثالثة: حكم إحياء المساجد وأماكن التعبّد.

المسألة الأولى: المراد بآثار المساجد وأماكن التعبّد:

هي المواضع التي يحييها المسلم بالتعبد؛ تقربًا إلى الله تعالى، وامتثالاً لأمره ، وتأسيًا برسوله صورةً وقصدًا.


(١) يُنظر: أحكام الآثار في الشريعة الإسلامية، لخالد السيف (١٥٢).

<<  <   >  >>