للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المواسم الزمانية، كأن يقول: أتوسل إليك يا الله ببركة رمضان (١)، وغيرها من الأسباب أو الوسائل التي لم يرد في الكتاب والسُّنَّة دليلٌ على مشروعيتها.

وهذا النوع من التوسل بدعي محرم عند جمهور أهل العلم، ووسيلة موصلة إلى الشرك (٢)؛ لعدة اعتبارات، منها (٣):

١ أنها عبادات وتوسلات بدعية مردودة، لم يشرعها الله ولا رسوله .

٢ الصحابة أعلم الناس بشرع الله وبسُنَّة رسول الله ، وأصدقهم إيمانًا، وحبًّا، واتباعًا، فلو كان مشروعًا لسبقونا إلى القيام به، لا سيما مع قيام الداعي إلى ذلك.

٣ أن جاه الصالح وذاته وآثاره عند الخالق ، ليست كجاه المخلوق وذاته عند مخلوق مثله، حتى يتوصل بذلك لأَنْ يكون لجاه الصالح وذاته أثرٌ على الله .

٤ أنه تحكّم على الله وسوء أدب وقلة إيمان، وإلا فمن أين نعلم أن جاه فلان وذاته لها على الله حق وأثر، أو تستوجب عليه شيئًا، فليس للمخلوق على الله حق إلا ما أوجبه هو على نفسه، وليس من ذلك ذوات الصالحين أو جاههم وآثارهم.

٥ لا مناسبة بين منزلة المخلوق وجاهه، وبين طلب الدعاء بجاهه؛ إذ تصح المناسبة لو دعا صاحب ذلك الجاه نفسه ربه ومولاه.

النوع الثاني توسل شركي: وهو التقرب بوسيلة نهى عنها الشرع مثل أن يتقرب فيه المتوسِل إلى المُتوسل به بشيء من أنواع العبادة؛ كاتخاذ الآثار وسائط بين الخالق والمخلوقين، ومن صورها:

١ - التقرب إلى الآثار من الأصنام، والأوثان، والقبور، بطلب الحوائج منهم.


(١) شهر رمضان ليس عمل للعبد، وإنما هو شهر جعل الله فيه البركة، والصحيح أن يقول: اللَّهُمَّ إني أسألك بصيامي وبقيامي أن تغفر لي؛ أي: أن المسلم يتوسل بأعماله الطيبة في رمضان، ولا يتوسل بشهر رمضان. يُنظر: فتاوى نور على الدرب، لابن باز (٢/ ١٤٨).
(٢) يُنظر: فتاوى نور على الدرب، لابن باز (١٤٨).
(٣) يُنظر: توطئة المحقق: علي الشبل على كتاب قاعدة في الوسيلة، لشيخ الإسلام ابن تيمية (٢١ - ٢٢).

<<  <   >  >>