للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما أهلكهم الله، أرسل إليهم طيرًا سودًا، فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه، فذلك قوله: ﴿فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ *﴾ [الأحقاف] (١).

المطلب الثالث

ديار ثمود بالحجر

بعد هلاك عاد بالريح ظهرت من بين الأمم ثمود، وهي قبيلة من العرب العاربة البائدة، ومساكنهم مشهورة معلومة عند العرب قبل الإسلام، وحتى وقتنا هذا.

وقد جاء ذكرهم في القرآن (٢):

تارة بقوم صالح ؛ نسبة للنبي الذي بعثه الله إليهم.

وتارة بثمود؛ نسبة للقبيلة التي تنتسب لها.

وتارة بأصحاب الحجر؛ نسبة للمكان الذي كانت تسكن فيه.

وبسط هذا المطلب في المسائل التالية:

المسألة الأولى: موضع ديار ثمود.

المسألة الثانية: لمحة عن دعوة نبي الله صالح لقومه.

المسألة الثالثة: هلاك ثمود.

[المسألة الأولى: موضع ديار ثمود]

كانت ثمود تسكن الحجر في وادي القرى بين الحجاز وتبوك (٣)، ومساكنهم مشهورة معلومة عند العرب قبل الإسلام (٤).

وما زالت موجودة في وقتنا هذا وتُعرف بالحجر، الكائن بالتحديد في


(١) يُنظر: جامع البيان (١٠/ ٢٧٨).
(٢) يُنظر: تاريخ الأمم والملوك (١٣٨ - ١٤٢)، صحيح قصص الأنبياء (٨٩)، أسباب هلاك الأمم السالفة (٣٠ - ٣٦).
(٣) يُنظر: تاريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري (٢/ ١٨٣)، صحيح قصص الأنبياء، لابن كثير، تحقيق سليم الهلالي (٨٩)، تاريخ ابن خلدون (١/ ٧٩).
(٤) يُنظر: أسباب هلاك الأمم السالفة (٣٠).

<<  <   >  >>