للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الثانية: أمثلة على آثار المساجد وأماكن التعبّد:

إن مما ينبغي أن يُعلم أن للمسجد في المجتمع الإسلامي رسالة عظمى، ألزم ما يكون على المسلمين إحياؤها: وهي أن المسجد لهم هو بيت الأمة فيهم؛ لجميع مصالحهم العامة والخاصة تقريبًا (١).

فتعتبر المساجد بوجه عام من المواضع الدينية الثابت إحياؤها، وتقصد بالعبادة، وباستقراء أنواع المساجد نجد أنها لا تخرج عن ثلاثة أنواع: (٢)

النوع الأول: مساجد المسلمين العامة، فهذه لها ما لعموم المساجد، ولا يثبت لها فضل يخصها، ولا ميزة في قصدها عن بقية المساجد، وإنما حكمها عام.

النوع الثاني: مساجد بدعية محدثة، وهي على نوعين:

أ مساجد بُنيت على مقامات النبي التي صلى فيها.

ب مساجد نُسبت إلى العهد النبوي، وعهد الخلفاء الراشدين ، واتخذت مزارًا، كالمساجد السبعة، ومسجد في جبل أُحد، وغيرها.

فهذه المساجد لم يثبت لها فضيلة تخصها، ولم يرد الترغيب في قصدها، وليس لها أصل في الشرع المطهر، ولا يجوز قصدها لعبادة ولا لغيرها؛ بل هي بدعة ظاهرة كما سبق بيان ذلك في موضعه (٣).

النوع الثالث: مساجد ثبت فضلها في الشرع، وخصّت عن بقية المساجد بمزايا، وهي أربعة مساجد:

١ المسجد الحرام:

قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ [البقرة: ١٢٧]، خلق الله موضع البيت قبل أن تُخلق الأرض بألفي عام فمحي الموضع واندرس، فأطلع الله الخليل وابنه إسماعيل على الموضع، فرفعا


(١) يُنظر: تتمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لعطية سالم (٨/ ٣٢٧).
(٢) يُنظر: فتاوى اللجنة الدائمة (المجموعة الثانية/ ٥/ ١٧٩ - ١٨٥).
(٣) سبق الحديث عنها في مطلب مقامات النبي راجع لطفًا (١٠١).

<<  <   >  >>