كتاب إحياء الآثار دراسة عقدية

المبحث الرابع أبرز صور المخالفات التعبدية المترتبة على إحياء الآثار - المطلب الثالث أبرز صور المخالفات التعبدية في آثار الأمم الهالكة والآثار الوثنية والجاهلية - ص: 527

المطلب الثالث

أبرز صور المخالفات التعبدية في آثار الأمم الهالكة والآثار الوثنية والجاهلية

في هذا المطلب قد تُفعل العبادات عند آثار الأمم الهالكة والآثار الوثنية والجاهلية على وجه التعبد أو قد تؤول إليه بعد مدة، وكذلك قد لا تكون صور التعبّد فيها واضحة لكونها متعلقة بأعمال القلوب من: الحب والتعظيم والولاء وعدم البراءة من الشرك وأهله وغيرها من العبادات القلبية، وما إن تتمكن من القلب إلا وتظهر على الجوارح صور التعبد المخالفة للشرع.

وبسط هذا المطلب في المسألتين التاليتين:

المسألة الأولى: أبرز صور المخالفات التعبدية في آثار الأمم الهالكة.

المسألة الثانية: أبرز صور المخالفات التعبدية في الآثار الوثنية والجاهلية.

[المسألة الأولى: أبرز صور المخالفات التعبدية في آثار الأمم الهالكة]

شد الرحال لزيارة آثار الأمم الهالكة وتعظيم أبنيتهم وتمجيدها؛ المؤدي إلى تقديسها، ومن ثم عبادتها!

ولا نستبعد ذلك أو نعتقد استحالته، فقد عبد أهل الجاهلية حجري: إساف ونائلة (١)، مع أن الناس كانوا قبل ذلك يرونهم رؤية اعتبار واتعاظ؛ لعقوبة الله لهما بالمسخ بسبب فعلهم المخزي، ومع ذلك عبدوهم.

---

(١) تقدّم عرض قصتهما المخزية في حاشية صفحة (٢٧١).