للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المذكور سابقًا، فإنه سيتعارض مع جهود دعوة التوحيد في هذه البلاد المباركة؛ لأنه يقوم على الشرك ووسائله وما يضادّ التوحيد، ومفاسده مؤثرة ولو على المدى البعيد (١).

[المسألة الثانية: الشبهات المتعلقة بآثار مقامات النبي المكانية]

عُلم مما تقدّم (٢) عدم مشروعية إحياء آثار مقامات النبي المكانية بالتهيئة وتذليل الوصول إليها، لما يترتب عليها من مفاسد تفضي إلى الشرك.

أضف على ذلك عدم ثبوت أغلبها، وظنية تحديد موقعها؛ بسبب ما حصل لها على مر العصور من حروب وكوارث، وهدم، وخفاء، واندثار معالمها بعد مرور (١٤٠٠ سنة)، وعلى فرضية ثبوت مكانها فليس بمشروع إحياؤها.

وكثيرٌ ممن يتباكون على الآثار يطالبون بإحيائها اعتمادًا منهم على الأدلة الضعيفة، والاستدلالات الخاطئة، والقياسات الفاسدة، مستندين على روايات المؤرخين المتهمين، والمطعون في عدالتهم، والذين خلطوا الأحاديث والأخبار الصحيحة بالسقيمة.

وقد يعود السبب في إيراد بعض الشبهات، من قِبل بعض المهتمين بآثار


(١) يُنظر: هؤلاء المشايخ أعجبتهم الأشكال وغفلوا عن الغايات والمآلات، مقال مقتبس من كتاب البيان لما أخطأ فيه بعض الكتّاب، لصالح الفوزان (٥/ ١١٤).
(٢) للعودة إلى حكم إحياء مقامات النبي راجع فضلاً (١٢٠).

<<  <   >  >>