للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث جاء في وصفهم أنهم كانوا يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام (١)، وقد أشار بعضهم إلى أن آثار مساكنهم معروفة، وما زالت معالمها موجودة حتى الآن في جنوب المملكة العربية السعودية، وشمال حضرموت (٢).

ومن الجدير بالتنبيه ما ينسبه بعض أهالي منطقة حضرموت للآثار القديمة التي في قرية «سنا» من أنها آثار عاد قوم هود ، بينما يرى خبراء الآثار أنها بقايا مدينة حميرية (٣)، والله أعلم بالصواب.

يقول إمام المفسرين والمؤرخين ابن جرير الطبري فيما يرويه عن المحدثين في تحديد موقع الأحقاف: أولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أن عادًا أنذرهم أخوهم هود بالأحقاف، والأحقاف ما وصفت من الرمال المستطيلة المشرفة … الذي يكون كهيئة الجبل تدعوه العرب الحقف، ولا يكون أحقافًا إلا من الرمل.

وجائز أن يكون ذلك جبلاً بالشام، وجائز أن يكون واديًا بين عمان وحضرموت، وجائز أن يكون الشحر، وليس في العلم به أداء فرض، ولا في الجهل به تضييع واجب، وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قومًا منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة (٤).

[المسألة الثانية: لمحة عن دعوة نبي الله هود لقومه]

وقع الشرك مرة أخرى بعد الطوفان في عاد، فبعث الله فيهم أخاهم هودًا يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه.

فكانوا خلفاء لقوم نوح ؛ لقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ


(١) يُنظر: صحيح قصص الأنبياء، لابن كثير، تحقيق سليم الهلالي (٧٣).
(٢) يُنظر: المعالم الأثيرة في السُّنَّة والسيرة، لمحمد شُرَّاب (٢٠).
(٣) يُنظر: المدخل إلى علم الآثار، لسمير أديب (٢٤٦).
(٤) يُنظر: جامع البيان (٢١/ ١٥٢ - ١٥٣).

<<  <   >  >>