للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي هذا الحديث الترغيب في إحياء السنن التي أُميتت وتُركت وهجرت، فإنه يُكتب لمن أحياها أجرها وأجر من عمل بها.

وفيه التحذير من السنن السيئة، وأن من سن سُنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، حتى لو كانت في أول الأمر سهلة ثم توسعت فإن عليه وزر هذا التوسع، فإنه إذا توسع الأمر بسبب ما أفتى به الناس، فإن عليه الوزر، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (١).

ولا ريب أن في إحياء الآثار النبوية الحديثية الثابتة الصحيحة فضلاً كبيرًا، وفيه تحصيل ثواب عظيم من أبواب كثيرة، ينبغي للمسلم أن يدركه، ويحرص عليه، ولا يغفله (٢).

وفي المقابل فليحذر من إحياء بدعة أميتت؛ لأنه سيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وهو محمول على من لم يتب من ذلك الذنب (٣).

[المسألة الثالثة: اهتمام السلف بالآثار النبوية الحديثية المروية]

حفظ السلف سُنَّة رسول الله في صدورهم، ونقلوها كما سمعوها، وشاهدوها من رسول الله .

ولقد همَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بتدوينها، ثم امتنع خشية أن تختلط بكتاب الله، واكتفى بحفظها بالصدور، والتحديث بها (٤).

وكان المسلمون آنذاك على خير وهدى، فلما وقعت الفتنة، وساء فعل من لا خلاق لهم بالوضع في الحديث ما ليس منه، انتدب السلف للحفاظ على السُّنَّة، والذب عنها، فاتخذوا تدابير قوية، ووضعوا قواعد صلبة، بها يحفظ حديث رسول الله من الزيادة والنقصان.


(١) يُنظر: المرجع السابق (٢/ ٣٤٥).
(٢) الاهتمام بالسنن النبوية، لعبد السلام بن برجس «مجموع مؤلفاته» (٢/ ٥٠) بتصرف.
(٣) فتح الباري، لابن حجر (١٢/ ١٩٣).
(٤) تدوين العقيدة السلفية، لعبد السلام بن برجس «مجموع مؤلفاته» (٣/ ٨) بتصرف.

<<  <   >  >>