للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والضلال، التي مرّ بها مشركو العرب في شبه الجزيرة، بعد ما غُيّر دين إبراهيم ، وقبل بعثة النبي محمد .

ب وأما عن أبرز معتقدات أهل الجاهلية:

اعتقادهم أن ما يدعون من دون الله تقربهم إلى الله وتشفع لهم (١)، حيث إنهم كانوا يعبدون الله ويشركون معه ما يَنحِتون من الهياكل والتماثيل.

وقد كان المشركون الأولون إذا اشتد عليهم الكرب دعوا الله مخلصين له الدين، كما قال تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ *﴾ [العنكبوت].

وأما مشركو زماننا فهم أغلظ شركًا من الأولين؛ لأن الأولين يشركون في الرّخاء ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائم في الرّخاء والشدة (٢).

وكلهم مشركون، الأولون مشركون، والآخرون مشركون، لكن الأولين شركهم أخف، والمتأخرون شركهم أغلظ وأشد.

فالشرك يتضاعف، وكما أن الموحدين يتفاوتون في التوحيد والإيمان، بعضهم أقوى إيمانًا وتوحيدًا من بعض، فكذلك المشركون بعضهم أشد وأغلظ شركًا من بعض (٣).

المسألة الثانية: من سعى في إحياء الآثار الجاهلية وتسبب في إخراجها (٤):

العرب في شبه الجزيرة كانوا على قسمين (٥):

١ قسم اتبع أهل الكتاب: اليهود والنصارى.

٢ قسم كان على الحنيفية: دين إبراهيم وإسماعيل .


(١) يُنظر: القواعد الأربع، لمحمد بن عبد الوهاب (٦/ ١٤٤).
(٢) يُنظر: أصول الدين الإسلامي مع قواعده الأربع (٣٦).
(٣) يُنظر: شرح القواعد الأربع، لصالح الفوزان (٣٤ - ٣٦)، شرح القواعد الأربع، لعبد العزيز الراجحي (إلكتروني).
(٤) يُنظر: شرح مسائل الجاهلية، لصالح الفوزان (١٠).
(٥) يُنظر: البداية والنهاية (٧/ ١٧٥).

<<  <   >  >>