للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن نقلهما إلى الكعبة ونصبهما (١).

فكان الشقي عمرو بن لحي هو أول من أحيا آثار الأصنام والأوثان في جزيرة العرب، وأخرجها من تحت الرمال، وغيّر دين الحنيفية، وسيب السائبة (٢)، ووصل الوصيلة (٣)، وبحر البحيرة (٤)، وحمى الحامية (٥)؛ (٦) ولذلك رآه النبي : «يجرُّ قُصْبَهُ (٧) في النار» (٨).

فكانت حالة العالم آنذاك في ضلال وظلام حالك.

حتى أرسل الله خاتم المرسلين نبيّنا محمد ؛ ليقضي على مظاهر الوثنية والجاهلية، فكسر الأصنام والأوثان، وطهر الله به الجزيرة العربية بأسرها من رجس الأوثان، وعادت غالب العرب بفضل الله إلى التوحيد.

[المسألة الثالثة: أمثلة على الآثار الجاهلية]

من الآثار الجاهلية الكعبة اليمانية التي أخبر نبيُّنا الكريم بظهورها آخر الزمان وافتتان الناس بها، فقال : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ


(١) يُنظر: أخبار مكة، للأزرقي (١/ ١٢٠)، الروض الأنف، للسهيلي (١/ ٢١٩).
(٢) سيب السائبة: أي: نوع من بهيمة الأنعام إذا بلغت شيئًا اصطلحوا عليه، سيبوها فلا تركب ولا يحمل عليها ولا تؤكل، وبعضهم ينذر شيئًا من ماله يجعله سائبة. يُنظر: تيسير الكريم الرحمن (٢٤٦).
(٣) وصل الوصيلة: الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر. تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٣/ ٢٠٨).
(٤) بحر البحيرة: ناقة يشقون أذنها، ثم يحرمون ركوبها. تيسير الكريم الرحمن (٢٤٦).
(٥) حمى الحامية: جمل يحمى ظهره عن الركوب والحمل، إذا وصل إلى حالة معروفة بينهم. تيسير الكريم الرحمن (٢٤٦).
(٦) يُنظر: الأصنام، لأبي المنذر الكلبي (٨).
(٧) قصبه: أمعاءه. يُنظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (٤/ ٦٧).
(٨) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب قصة خزاعة (٤/ ١٨٤/ ح ٣٥٢١)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (٨/ ١٥٥/ ح ٢٨٥٦).

<<  <   >  >>