للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ»، وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ (١)، وذو الخلصة (٢): وثن كان يسمى ب الكعبة اليمانية (٣).

وقد وقع ما أخبر به النبي ، وعظم افتتان أهل تبالة ومن حولهم من القبائل بذي الخلصة، وأعادوا سيرتها الأولى التي كانوا عليها في الجاهلية.

حتى ظهرت دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فدعا إلى التوحيد، وقضى على الشرك ووسائله، وجدد ما اندرس من معالم الدين.

حيث أرسل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ، حملة لهدم ذي الخلصة، فأتلفوها، وهدموا بعض بنائها، وبقي بعضه قائمًا.

وزال الافتتان بها فترة من الزمن، ثم عاد الجهال إلى ما كانوا عليه من الافتتان بها، حتى عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، حيث أمر جماعة من المسلمين، فهدموا ما بقي من بنائها، ورموا بأنقاضها في الوادي، فعُفي بعد ذلك رسمها، وانقطع أثرها، ولله الحمد والمنة (٤).

فالجاهلية المطلقة قد زالت ولله الحمد من بعد بعثة نبيّنا محمد ، ولا أثر فيما أعلم للأوثان والأصنام الجاهلية، ووجه إيرادها في هذا المطلب


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان (٩/ ٥٨/ ح ٧١١٦)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة (٨/ ١٨٢/ ح ٢٩٠٦).
(٢) وقد تباينت الروايات، وتعددت الآراء حول تعيين صنم ذي الخلصة من حيث مكانه والقبائل التي كانت تعظمه، لمعرفة الروايات التي جاءت في تعريف ذي الخلصة يُراجع: أخبار مكة، للأزرقي (١/ ١٢٤)، الأصنام، لأبي المنذر الكلبي (٣٤ - ٣٦)، سيرة ابن هشام (١/ ٨٦)، سبل الهدى والرشاد، لمحمد الصالحي الشامي (٦/ ٢٤٤)، معجم البلدان، لياقوت الحموي (٢/ ٣٨٣)، صفة جزيرة العرب، للهمداني (١٢٧)، الأغاني، للأصبهاني (٩/ ١١١)، لسان العرب، لابن منظور (٧/ ٢٩)، تاج العروس، للزبيدي (١٧/ ٥٦١)، فتح الباري، لابن حجر (١/ ١١٣)، وللاستزادة في تحقيق المسألة يُراجع: كتاب الأحاديث الواردة في تحذير النبي أمته من الشرك، لفهد المقرن (٥٢ - ٦٠).
(٣) يُنظر: لسان العرب (٧/ ٢٦).
(٤) يُنظر: إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، لحمود التويجري (٢/ ٢٢٥).

<<  <   >  >>