للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول

المراد من التوسل بالآثار

[التوسل لغة]

الواو والسين واللام كلمتان متباينتان، إحدى معانيها: الرَّغْبة والطَّلَب (١).

ويعرّف بالمعنى العام عند أهل اللغة بأنه: التوصل إلى المراد والسعي في تحقيقه (٢).

التوسل شرعًا:

التقرب إلى الله بعبادته وطاعته، واتباع أنبيائه ورسله ، فيُتوسل إلى الله بما شرعه من العبادات، وبما جاء به نبيّه محمدًا (٣)، وبكل عمل يحبه الله ويرضاه (٤)، من الواجبات والمستحبات المشروعة (٥)، حتى يتوصل إلى رضوان الله والجنة؛ بفعل ما أمر الله وترك ما نهى عنه (٦).

كما أمر بذلك في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *﴾ [المائدة].


(١) يُنظر: مقاييس اللغة، لابن فارس [ط: دار الفكر] (٦/ ١١٠).
(٢) أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة، لنخبة من العلماء (٥٧).
(٣) يُنظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ١٩٩ - ٢٠١)، منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس، لعبد اللطيف آل الشيخ (٣٣٩)، موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب (٢/ ٨١٥).
(٤) يُنظر: التوصل إلى حقيقة التوسل، لمحمد نسيب الرفاعي (٢٠).
(٥) يُنظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (٨٤).
(٦) يُنظر: قاعدة في الوسيلة، لشيخ الإسلام ابن تيمية (٩)، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسُّنَّة (٥٧).
فائدة: أصل الوسيلة درجة من الجنة، ومنزلة خاصة لا تنبغي إلا لعبد واحد من عباد الله، نسأل الله أن تكون لنبيِّنا محمد ، كما وصانا بالدعاء بعد الأذان قائلاً: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ. فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ».
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه (٢/ ٤/ ح ٣٨٤).

<<  <   >  >>