للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من بلاد المسلمين، واعتنق أهلها الإسلام (١)، وما زالت ولله الحمد حتى وقتنا الحالي.

فعاش المسلمون قرونًا طويلة لا يعبئون بأمور الجاهلية ومنها الآثار البابلية ولا يعيرونها اهتمامًا، ولا يكترثون لها.

ثم بدأت تتوافد إلى العراق بعثات التنقيب الألمانية، مساهمة في الحفريات الأثرية على أطلال بابل خلال السنوات (١٨٩٩ م ١٩١٧ م)، فعثروا على شظايا ذات ألوان زاهية من الأحجار المصقولة التي كان يتشكل منها جدار المدينة، والتي من خلالها أعادوا بوابة عشتار التي تعدّ أحد آلهة بابل، واستمرت البعثات تنقّب وتستخرج ما تحت الرمال من الآثار والأوثان (٢).

وكذلك توافدت بعثات التنقيب من فرنسا، وبريطانيا، والدانمارك، وغيرها من الدول (٣)، وما زالت البعثات قائمة في العراق حتى الآن (٤)؛ تسعى لإخراج وإحياء الآثار الوثنية الجاهلية؛ لتحقيق مطامعها في الشرق الإسلامي (٥).

المسألة الثالثة: الآثار البابلية الموجودة حاليًّا:

ما زالت آثار قصور بابل، وهياكلها ومعابدها وشوارعها وزواياها القائمة، ماثلة للعيان، فمن أشهر آثارها الباقية حتى الآن:


(١) استمرت المعارك بين المسلمين والفرس من نهاية عهد أبو بكر الصديق حتى عهد عمر بن الخطاب تقريبًا ما بين سنة (١٢ - ١٤ هـ)، والسبب أن الفرس كانوا يخضعون للمسلمين ويدفعون الجزية، وما يلبثون مليًّا إلا وينقضون العهود والمواثيق التي بينهم وبين المسلمين، حتى انتهى الأمر بمعركة القادسية، التي استمرت أربعةَ أيام وثلاثَ ليال بنصرٍ حاسِم للمسلمين، أدّى إلى تقليص نفود الفرس بالشرق. يُنظر: تاريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري، فتح الحيرة (٢/ ٣٠٧ وما بعدها)، ومعركة النمارق (٢/ ٣٦٢ وما بعدها)، ومعركة القادسية (٢/ ٤٢٤ وما بعدها).
(٢) يُنظر: الذخائر الشرقية، لكوركيس عواد (١٩)، العراقية، بوابة عشتار (٨ - ١٧).
(٣) يُنظر: رواد علم الآثار في العراق، لسالم الألوسي (٩ - ١١)، المدخل إلى علم الآثار (١٥٨ - ١٦٢)، وملامح علم الآثار (٦٦ - ٦٨).
(٤) يُنظر: علم المتاحف والمعارض (٧٥).
(٥) علم الآثار وبيان المنهج الإسلامي، لعمر بن محمد العمر (١٠١٩) بتصرف.

<<  <   >  >>