للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول

المراد بكلمة التوحيد وحكم مخالفتها

كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، أصل الإسلام، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله.

ومضمونها: أن لا يُعبد إلا الله وحده، والله هو الإله الذي تألهه القلوب عبادةً واستعانةً ومحبةً وتعظيمًا وخوفًا ورجاءً وإجلالاً وإكرامًا، فلا يُدعى، ولا يستعان، ولا يستغاث، ولا يُستعاذ إلا بالله، ولا يُتوكل إلا عليه، ولا يُخاف إلا منه، ولا يُرجى إلا هو وحده لا شريك له (١).

قال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا *﴾ [الكهف]، وقال : ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا *﴾ [الجن].

فالمدلول الشرعي لكلمة التوحيد: هو اعتقاد أنه إله واحد لا شريك له، وإفراده ﷿ بالعبادة والتوجه إليه وحده بطلب المنافع ودفع المضار، ونفي الكفء والمثل عن ذاته تعالى وصفاته، فهو المتصف بصفات الكمال، ونفي الشريك له في الربوبية والإلهية، فكما أنه الخالق الرازق المحيي المميت وحده فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له (٢).

فكل من دعا مخلوقًا، أو استغاث به، أو اعتقد فيه شيئًا من خصائص الإلهية، فهو مخالف لكلمة التوحيد، مُشرك بالله تعالى، وإن قال بلسانه لا إله


(١) يُنظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١/ ٣٦٥)، اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٣٧٠)، الجواب الكافي، لابن القيم (١/ ٤٥٧)، الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١/ ٢٩١).
(٢) يُنظر: توحيد الألوهية أساس الإسلام، لحامد الأحمدي (٢).

<<  <   >  >>