للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرّة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النيروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات (١).

ثم فشت تلك المحدثات الزمانية بين الفرق والطوائف وأصبح الاحتفال بها طابعًا غالبًا على أكثر الفرق المخالفة لأهل السُّنَّة إن لم تكن كلها، وكذلك أصبح المقلدون الجاهلون من أهل السُّنَّة يحذون حذوهم.

فكان أغلب ظهور بدع المواسم الزمانية في زمن الدولة العبيدية، فهم الذين أحدثوها وأحيوها، وبقي أثرها في بلاد المسلمين إلى اليوم، فعليهم وزر ما ابتدعوه ووزر كل من عمِل به إلى يوم القيامة (٢).

فأحدثوا بدعًا ما أنزل الله بها من سلطان، من الأعياد الزمانية التي تزداد يومًا بعد يوم بين المسلمين والتي هي من الأغلال والآصار التي ابتليت بها الأمة الإسلامية (٣).

المسألة الثالثة: موقف الفرق المخالفة لأهل السنة من الآثار المرئية (٤):

أول الفرق افتتانًا بالآثار المرئية القبورية (٥) وعلى رأسهم الرافضة وما تفرع عنها من الفرق الباطنية، ثم تبعتها الصوفية بطرقها وزواياها، ثم بعد


(١) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (٢/ ٤٣٦) بتصرف يسير.
(٢) يُنظر: الاحتفال بالمولد بين الاتباع والابتداع، لمحمد بن شقير (٩١٩).
(٣) يُنظر: مقدمة اقتضاء الصراط المستقيم، لناصر العقل (١/ ٥٥).
(٤) الآثار المرئية: هي الآثار المحسوسة والتي تُرى بالعين، كالآثار المنفصلة عن جسد النبي وآثار مقاماته ، وآثار الأمم الهالكة والآثار الوثنية والجاهلية، وآثار القبور والمشاهد.
(٥) القبورية: شاملة لكل الفرق التي غلت في القبور كالروافض، والصوفية الطرقية، والشيعة الزيدية، والبريلوية، والكوثرية، والديوبندية، وبعض التبليغية، ومن الباطنية: الإسماعيلية، والقرامطة، والنصيرية، وكل من تأثر بأفكار عبّاد القبور وأعمالهم. يُنظر: جهود علماء الحنفية (١٦٦٩).

<<  <   >  >>