للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك لم يأمر بزيارتها لقصد الاتعاظ أو الدخول إليها للاعتبار وإنما نهى عن دخولها وحذّر، فالاتعاظ والاعتبار هو المنهج النبوي لمن جاءت في طريقه كما سبق بيان ذلك بالتفصيل.

[المسألة الثانية: حكم إحياء عين الآثار؛ للسياحة، بالتهيئة والتحسين، وتذليل الوصول إليها]

يتبيَّن من حكم المسألة السابقة عدم جواز دخول ديار المعذبين وقصدها للاعتبار أو إنشاء السير لها من غير حاجة؛ فضلاً عن فتح باب السياحة إليها، والتشجيع لشدّ الرحال لها.

وقد قامت هيئة كبار العلماء بدراسة حول ديار ثمود وتحديد موضعها، وإصدار قرار على المعاملة (١) المتعلقة بحكم إحياء أرض ديار ثمود.

وبعد دراسة مجلس الهيئة، وتداول الرأي قررت الاتفاق على أنه لا يجوز إحياء أراضي ديار ثمود، للأحاديث الصحيحة (٢).

وقد تم بعد ذلك تحديد المحظور إحياؤه من أرض ديار ثمود وذلك ببيان ما جاء في نصوص الكتاب والسُّنَّة، وما يتعلق بتحديد ديار ثمود عند أئمة اللغة، والتفسير، وشراح الحديث، وعلماء التاريخ، وبتحري سؤال أهل الخبرة (٣).


(١) الوارد إلى رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، خطاب المقام السامي رقم (٥٥٧٦) بتاريخ ٢٦/ ٣/ ١٣٩٢ هـ، المحال إلى الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، بخصوص رغبة الملك فيصل في أن تقوم هيئة كبار العلماء بدراسة: حكم إحياء أرض ديار ثمود، وموافاته بما يتقرر.
فجرى عرض ذلك على مجلس هيئة كبار العلماء في دورتها الثانية المنعقدة في أول شهر شعبان حتى ١٣ منه عام ١٣٩٢ هـ.
(٢) هيئة كبار العلماء: عبد الرزاق عفيفي، محضار عقيل، محمد الأمين الشنقيطي، عبد الله خياط، عبد الله بن حميد، عبد العزيز بن باز، عبد العزيز بن صالح، عبد المجيد حسن، محمد الحركان، سليمان بن عبيد، إبراهيم بن محمد آل الشيخ، صالح بن غصون، راشد بن خنين، عبد الله بن غديان، محمد بن جبير، صالح اللحيدان. أبحاث هيئة كبار العلماء (٣/ ٧٠).
(٣) بحث مستوفى وشامل لتحديد ديار ثمود، لمعرفة المزيد يُنظر: أبحاث هيئة كبار العلماء (٣/ ٤٩ - ١١٣).

<<  <   >  >>